الفقر يدفع 900 ألف طفل في تركيا إلى العمل

23 ابريل 2016
+ الخط -
مع حلول عيد الطفل التركي، اليوم السبت، لا يزال الأطفال الأتراك يعانون من مشاكل مزمنة مثل العمالة والتسرب المدرسي والزواج المبكر، بالرغم من التقدم الكبير الذي تحقق خلال العقد الأخير على مختلف الأصعدة.

وبحسب مركز الإحصاء الرسمي التركي التابع للحكومة التركية، يشكل الأطفال في تركيا 29.4% من السكان؛ أي ما يقارب 22 مليون طفل.

وتشير أرقام المركز إلى أن عمالة الأطفال لا تزال تتربع على رأس المشاكل المزمنة، وبحسب إحصائية 2012 فإن الأطفال بين 6 و17 عاماً الذين يعملون في البلاد وصل عددهم إلى 900 ألف طفل، نصفهم محروم من التعليم، الأمر الذي تفاقم بعد موجة اللجوء السورية إلى تركيا.

أما المشكلة الأخرى فهي الفقر، إذ تؤكد الدراسة التي أجراها مركز الأبحاث التابع لجامعة بهجة شهير عام 2014، بأن واحداً من كل ثلاثة أطفال أتراك يعيش بحالة فقر مدقع، وتتمركز حالات الفقر هذه في منطقتين؛ وهي شمال شرقي الأناضول وجنوب شرقها. وقد وصل عدد الأطفال الذين يعيشون في حالة فقر شديد إلى أكثر من 7 ملايين طفل، 40 بالمائة منهم لا يستطيعون الحصول على الغذاء البروتيني كاللحوم الحمراء أو البيضاء.

ويعاني الأطفال الأتراك أيضاً من عدم المساواة في الفرص، وبالذات في ما يخص التعليم، وبحسب جمعية تعليم الأم والطفل فإنه من بين كل عشرة أطفال في عمر السادسة يبقى أربعة أطفال قبل سن التعليم الإلزامي خارج المدرسة، وبينما ارتفعت نسبة الالتحاق بالتعليم في السنوات الـ15 الأخيرة بشكل سريع، وتضاعفت تقريباً في المدارس الابتدائية والإعدادية، إلا أن التحاق الفتيات بالتعليم الثانوي لا يزال يعاني بعض المشاكل، إذ تبلغ نسبتهن بالتعليم الثانوي في عموم تركيا 79.26 بالمائة، وتقل هذه النسبة كثيراً في بعض المناطق الشرقية إلى 62.92 في المائة في ولاية شرناق و57.69 في المائة في سعرت و52.69 في المائة في بيتليس و48.08 في المائة في أغري و46.07 في المائة في ولاية موش.

ذوو الاحتياجات الخاصة

وارتفع تعداد الأطفال من ذوي الإعاقات الذين يتلقون التعليم في عموم البلاد بشكل كبير خلال السنوات العشرين الماضية، وبحسب أرقام وزارة التعليم التركي يتلقى 289 ألف طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة التعليم في المدارس التابعة للوزارة، ولكن أرقام الوزارة تظهر تسرباً واضحاً لهذه الفئة من المدارس، وبينما يبلغ تعداد أصحاب الإعاقات في المدارس الابتدائية 81 ألفاً و380 طفلاً، يرتفع الرقم في المدارس الإعدادية إلى 92 ألفاً و32 طفلاً، لينخفض في التعليم الثانوي بشدة ويصل إلى 27 ألفاً و730 صاحب إعاقة.


الزواج المبكر

ورغم التطور الملحوظ في مشكلة زواج الأطفال، إلا أنها لا تزال مشكلة تواجه المجتمع التركي، ففي السنوات الخمس الأخيرة، شهدت تركيا تزويج 232 ألفاً و313 طفلة.

وبحسب أرقام وزارة العائلة والسياسات الاجتماعية، وصل تعداد الفتيات اللواتي تزوجن وهن في سن 16-17 عاماً العام الماضي إلى 31 ألفاً و337 فتاة، كما أن الأرقام تشير إلى انخفاض واضح في الزواج المبكر للفتيات دون الثامنة عشرة.

المساهمون