شمس بيروت الحزينة

24 مارس 2015
تعد دائماً بسطوع أكبر (حسين بيضون)
+ الخط -
لا تغيب شمس بيروت. هي فقط تمارس دورتها المعتادة وتودّع المدينة إلى لقاء آخر.

الغيوم تزيّن وجهها، والبحر ينتظر غطستها. وتبقى المدينة بعدها غارقة في ظلمة غياب الكهرباء في كثير من الأحيان.

تنتشر "السقالات" في العاصمة اللبنانية مع ازدياد العمران فيها. لكنّ العمران لا يحمل بالضرورة تمدّناً معه، بل يحوّل المدينة إلى كتلة كبيرة جداً من الإسمنت، لا تظهر منها مساحة خضراء إلّا بالكاد.

الهجمة كبيرة تتصاعد إلى السماء، وتحجب نور الشمس حتى. وتمتد إلى البحر، توأم الشمس نفسه، فتسيّجه بالمنشآت الخاصة، وبمشاريعها اللاحقة، من الجناح والرملة البيضاء جنوباً، مروراً بالروشة وكورنيش المنارة غرباً، وصولاً إلى المرفأ شرقاً.

تضيق المساحات العامة على المواطن، وتضيق مساحة الفضاء البيروتي على الشمس. تجد سدوداً أمامها من مشرقها، خلف سلسلة جبال لبنان الغربية، حتى مغربها، خلف البحر الأبيض المتوسط.

حزينة شمس بيروت، لكنّها تعد دائماً بسطوع أكبر.
دلالات