مصر: إبراهيم اليماني.. عام من "الأمعاء الخاوية"

القاهرة
16 ابريل 2015
+ الخط -
يكمل الطبيب المصري المعتقل، إبراهيم اليماني، اليوم الخميس، عاماً كاملاً في إضرابه عن الطعام داخل السجون المصرية، ليكون بذلك صاحب ثاني أطول إضراب عن الطعام في السجون المصرية، بعد المعتقل السياسي محمد سلطان.

وبدأ اليماني إضرابه الأول عن الطعام في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2013 إلى 23 مارس/ آذار 2014، بعد تعرضه للتعذيب الشديد، ثم عاود الإضراب عن الطعام من جديد في 17 إبريل/ نسيان من العام الماضي، ليكمل اليوم عامه الأول في الإضراب الكامل عن الطعام.

وتعرض الطبيب الشاب لانتكاسات صحية متعددة في ظل التعذيب والإهمال من إدارة السجن، وكانت حملة الحرية للجدعان، قد حذرت من أن حالة اليماني الصحية فى تردٍّ مستمرٍ لإصرار إدارة السجن على إساءة معاملته على المستوى الصحي والمعيشي، للضغط عليه كي يكسر إضرابه.

وأشارت الحملة إلى حرمان الأمن لليماني من الرعاية الصحية بنقله لسجن طرة مؤخراً دون تزويده حتى بكرسي متحرك.

وأضافت أن إدارة السجن هددت اليماني، صراحة، بتجاهل حالته الصحية ما لم يكسر إضرابه، بالرغم من تدهور حالته الصحية وفقدانه الوزن بصورة شديدة وتعرضه للتعذيب المستمر.

وأشارت إحدى قريبات اليماني إلى أن إدارة السجن اقتحمت زنزانته ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺿﺮﺑته ﺑﻘﺴﻮﺓ ﻭمنعت ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ثم قررت ﺣﺒﺴﻪ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺎً ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20 ﻳﻮﻣﺎً ﺗﻌﺮﺽ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﺼﻌﻖ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ وﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻭﻳﺪﻳﻪ، ﻭﻏﻤﺮ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩة، ﻭﺿﺮﺑﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ، مع تعنتها الشديد ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ.

وتعددت الرسائل التي كتبها إبراهيم من داخل محبسه، يؤكد فيها على صموده من أجل المطالبة بحريته وحرية وطنه، الذي قال إن ما يعيشه من قسوة السجن ظلماً، جعلته أكثر حباً لوطنه وإيماناً بضرورة تحقيق الحرية والعدل له.
إحدى رسائل إبراهيم من داخل السجن


خديعة الشرطة
وحصل اليماني على بكالريوس الطب البشري من جامعة الأزهر. وشارك كطبيب في المستشفى الميداني أثناء ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وفي المستشفى الميداني باعتصام رابعة العدوية، الذي انتهى بمذبحة في 14 أغسطس/ آب 2013. وفي اليوم التالي لمذبحة رابعة العدوية شارك في توثيق ضحايا المذبحة في مسجد الإيمان بمدينة نصر بالقاهرة، ثم شارك في معالجة مصابي أحداث رمسيس يوم الجمعة 16 أغسطس/ آب 2013، والتي انتهت بحصار قوات الأمن للمتواجدين داخل مسجد الفتح برمسيس.

إبراهيم اليماني داخل المستشفى الميداني إبان ثورة يناير


وبعد حصار للمسجد دام 12 ساعة، تحت وابل من الرصاص وقنابل الغاز لم يتوقف طوال الليل رغم وجود أطفال ونساء بالمسجد، وحينما طلب أحد قادة الداخلية مندوباً للتفاوض مع المحاصرين داخل المسجد لإخراجهم، تطوع اليماني للتنسيق مع الشرطة التي وعدت بفتح ممر آمن يخرجون منه.

وحين بدأ المحاصرون بالمسجد في الخروج كان اليماني أول من تم اعتقاله، ثم احتجز في قسم الأزبكية حتى نقل لسجن وادي النطرون. وظل محتجزاً احتياطياً لأكثر من 300 يوم في مخالفة أخرى للقانون المصري.

اليماني العائلة
وخلال الفترة التي أعقبت أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر، توافق اعتقال إبراهيم اليماني في سجن وادي النطرون، وأخيه البراء، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام في جامعة الأزهر، في سجن الزقازيق بمحافظة الشرقية، ووالدهما الذي قضى ثلاثة أشهر في سجن وادي النطرون، وأختهما تسنيم هي طالبة بالفرقة الخامسة بكلية الطب بالأزهر، التي حكم عليها بالسجن لأربعة سنوات في قضية أحداث جامعة الأزهر، في حين صدر قرار بالفصل لمدة عام لأختهما الصغرى سلسبيل، من كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر.

وفيما تستمر جلسات محاكمة إبراهيم ويستمر معه صموده وإضرابه عن الطعام، ظلت والدة الطبيب المعتقل، تتنقل بين المحافظات والسجون لزيارة أفراد أسرتها -طالما سمح لها بالزيارة- لتلاقي الإهانات والعنت من إدارات السجون التي اعتادت التنكيل بأهالي المحتجزين والتضييق عليهم في الزيارات.

اقرأ أيضاً:
عائلة اليماني التي لم يزرها العيد
إبراهيم اليماني 50 يوم جوع من أجل الوطن
نقابة الأطباء تطلب زيارة طبيب مصري معتقل منذ عام
خارطة الأمعاء الخاوية