لبنان يبحث فرص استغلال أزمة اللجوء السوري

لبنان يبحث فرص استغلال أزمة اللجوء السوري

09 نوفمبر 2016
سوريون يحتجون في بيروت (جوزيف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -
مع انتقال المساعدات الأممية للاجئين السوريين في لبنان، من تلك الإغاثية إلى المساعدات طويلة الأمد، تحاول السلطات اللبنانية تحديد الفرص المُتاحة لـ"دعم المجتمعات المُستضيفة للاجئين".


وعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الأربعاء، مؤتمر "كيف نحول الأزمة إلى فرصة؟"، والذي نظمته مؤسسة "دلتا"، بحضور وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة والعمل، وسفراء بريطانيا وألمانيا ومصر، وممثلي مؤسسات أممية.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، إن "المؤتمر يقدم خلاصة للأزمة السورية التي اندلعت على غفلة، فوجد لبنان نفسه محاطاً باللهب والخطر ومهدداً بطوفان الديموغرافيا الذي فاض عن الحدود السورية". وخاطب المجتمع الدولي: "نحن شركاء في معالجة هذه المأساة".

وأكد ممثل مؤسسة "فريديريتش ايبرت"، أخيم فوغت، "تركيز الجهود على تحليل حالة النزوح ونتائجها على لبنان"، مشيراً إلى أن "هذه الأزمة الإنسانية طويلة الأمد ويجب التركيز على الحاضر والمستقبل بالانتقال من مساعدات إنسانية إلى مقاربة إنمائية".

وضم المؤتمر 4 جلسات، الأولى بعنوان "تأثير النزوح السوري على لبنان"، وقال وزير الصحة، وائل أبو فاعور، إنه يأسف لغياب "رؤية موحدة للدولة اللبنانية في التعامل مع هذا الملف. لن نصل إلى هذه الرؤية لأن اللبنانيين منقسمون حول الحدث السوري، فبعضهم مع الشعب وبعضهم مع النظام. كما أن نظرة اللبنانيين إلى النازحين تختلف بحسب الطوائف والمناطق، فكل لبناني يبحث عن سبيل كي يستعدي الشعب السوري، وأسوأ السيناريوهات يمكن تخيلها".

وأضاف: "النزيف مستمر والتهجير مستمر، وعدد كبير من النازحين لن يعود إلى المناطق التي كان يعيش فيها بسورية. نأسف أن لا حل عسكرياً أو سياسياً، كما أن الدعم الدولي يتضاءل تدريجياً، وكذلك الدعم المادي، وتوقف الحديث عن أصدقاء سورية".

وعدد السفير البريطاني، هيوغو شورتر، إنجازات المجتمع الدولي خلال الحرب، خصوصاً "المساعدات غير المسبوقة التي أعطيت للبنان"، معتبراً أن "الفرصة اليوم سانحة لإعلان النوايا وتفعيل العمل الذي أنجز حتى الساعة. لدينا فرصة لتأمين مساعدات أكثر للبنان والتركيز على التنمية وتحسين البنى التحتية".

أما الجلسة الثانية فتناولت "التوقعات الاقتصادية للبنان بين الحقيقة والتحديات"، وقال وزير العمل سجعان قزي، في مداخلته إن "النازحين السوريين ليسوا فرصة للبنان بل يجب أن يكون لبنان فرصة لهم". وسأل: "كيف تكون قضية النازحين فرصة للبنان؟ فهل هذا يعني استغلالهم في البناء والزراعة والنظافة والبيئة وبعض القطاعات؟ وهل له معنى آخر حيث إن الحرب في سورية فرصة للبنان كي يساهم رجال أعمالها في إعمار سورية؟".


بدوره، عرض رئيس جمعية الصناعيين اللبنانية نتائج مقارنة الوضع الاقتصادي اللبناني قبل الحرب السورية وخلالها، وكيفية تعاطي لبنان مع النزوح. ورد على من "أشاع أن الصناعات اللبنانية استفادت من النزوح"، مؤكداً أن "هذا الكلام غير صحيح، فقد تقلصت نسبة الاستيراد من سورية إلا أنه لا يزال هناك عدد كبير من الإغراءات".