لبنان يسعى إلى احتواء كورونا وموظفو "المستشفى الحكومي" يحتجون

04 مارس 2020
+ الخط -
أكدت وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحّة العالمية، أنّ لبنان لا يزال في مرحلة احتواء فيروس كورونا الجديد، ولم يصل بعد إلى مرحلة الانتشار، مع التشديد على ضرورة نشر التوعية واتباع الخطوات الوقائية المطلوبة للحدّ من انتشار الفيروس، وعدم الانسياق خلف الأخبار المغلوطة.

وقال وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، خلال مؤتمر مشترك عقد اليوم الأربعاء، إن "مسؤوليتنا تقضي بالحدّ من انتشار الفيروس، والوضع حتى الساعة تحت السيطرة". في حين كشف مسؤولون بمستشفى "رفيق الحريري الجامعي" عن الحاجة إلى قدرات بشرية، خصوصاً على المعابر، عدا مطار بيروت الدولي، وكذلك إلى معدات الوقاية الشخصية، مشيرين إلى تلقي مساهمات مالية لتأمين ما يلزم المستشفى الوحيد الذي يمتلك أدوات الفحص، ويضم إجراءات العزل، وبينها 4 غرف طوارئ.
من جهتها، أكدت ممثلة منظمة الصحة الدولية، إيمان شنقيطي، لـ"العربي الجديد"، أن "لبنان سجّل حتى الساعة 13 حالة إصابة، 5 منها متصلة مباشرة بالطائرة الإيرانية، وكان تحرك السلطات اللبنانية سريعاً لكشف الحالات، وإجراء الفحوص اللازمة".

كما شدّدت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، يوكي موكيو، بحديث لـ"العربي الجديد"، على أهمية نشر المعلومات الصحيحة واتباع المصادر الموثوقة حول كورونا. وأوضحت أنّ المنظمة تتعاون مع السلطات اللبنانية من أجل الوقاية من الفيروس، ونشر التوعية.
وسجل لبنان إصابة جديدة بفيروس كورونا بمستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل، الأربعاء، وقال المستشفى إنه "استقبل مريضا وافدا حديثاً من مصر، وتبين بعد إجراء الفحوص أنه يحمل فيروس كورونا، ما استدعى نقله إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت"، وأنه تم تعقيم كل الأقسام والأماكن المشتركة، واتخذت التدابير اللازمة للحفاظ على سلامة المرضى والزائرين والطاقم الطبي والإداري.

وكشف مدير مستشفى "رفيق الحريري الجامعي"، فراس أبيض، أنّ "أول إصابة سُجّلت في البلاد، تماثلت للشفاء، وغداً الخميس، يخرج جميع ركاب الطائرة الإيرانية الأولى من العزل، ومن ضمنهم مستشار وزير الصحة الذي التزم الحجر الصحي المنزلي".

بدوره، أكّد المدير العام لوزارة الصحة العامة، وليد عمار، أنّ "السبب الذي يجعل لبنان في مرحلة الإحتواء يعود إلى كون الحالات المصابة مستوردة، والعدوى مرتبطة مباشرة بالخارج، وهي لا تزال محصورة، وبالتالي ليس هناك انتشار محلّي للفيروس".


وتزامن المؤتمر الصحافي مع اعتصام نفّذه موظّفو مستشفى رفيق الحريري الحكومي، داخل المستشفى، قبل التحرك باتجاه الوزارة للتحدث مع وفد منظمة الصحة العالمية، ناقلين هواجسهم ومطالبهم. ودأب موظّفو المستشفى على تنظيم الاعتصامات منذ ثلاث سنوات، لكنهم أصرّوا، هذه المرّة، على المطالبة بحقوقهم "المهدورة" وعلى رأسها سلسلة الرتب والرواتب التي أقرّتها الدولة سابقا، ووُعدوا بها منذ 31 شهراً، مع تعاقب ثلاثة وزراء للصحة.

اعتصام أمام "المستشفى الحكومي" (حسين بيضون) 

ونفى المتحدث باسم الموظفين، بسام العاكوم،  لـ"العربي الجديد"، ما يُشاع عن أن تحرّكهم جاء لابتزاز الحكومة، باعتبار المستشفى هو الوحيد المخصّص لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، وقال: "تحركنا ليس وليد اليوم، فهو التحرك الرقم خمسون، ورواتبنا ما زالت على حالها، في حين أن موظّفي المستشفيات الحكومية في باقي المحافظات يتقاضون رواتبهم مع سلسلة الزيادة".

وسأل العاكوم: "كيف يواجه وزير الصحة فيروس كورونا وهو يرفض تخصيص وقت للقاء الموظفين الذين يحاربون الفيروس رغم الإمكانات المحدودة؟ عددنا يزيد عن 900 موظف، أطباء وممرّضين/ات وتقنيين وفنيين وإداريين ومهندسي صيانة ومعدّات طبية وشؤون لوجستية. فهل المطلوب أن نضحّي بأنفسنا وعائلاتنا من أجل مواجهة الفيروس"؟

وتابع: "نواجه الفيروس من دون أي دعم يُذكر، عدا تبرّع بلدية بيروت بمبلغ قيمته 750 مليون ليرة لبنانية (حوالي 497 ألف دولار أميركي)، ومن دون معدات ومستلزمات طبيّة كافية. مخزون لوازم عزل ومواد التعقيم والأغطية والألبسة والقفازات والكمّامات وحتى المحارم الورقية بدأ ينفد، ويكفي لأيام فقط".

وقال أحد الموظفين المحتجين لـ"العربي الجديد": "تقاضينا على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل شهر فبراير/ شباط، رواتبنا من دون حتى كلفة النقل، والأسوأ أننا بتنا اليوم نثير الهلع لدى المواطنين، وموظفو وزارة الصحة يطلبون منّا الانتظار خارجاً لدى قدومنا لإنجاز أي معاملة". فيما أضافت موظفة "كان قرار تخصيص المستشفى لاستقبال المصابين بكورونا خاطئاً. فقد حرموا المرضى الفقراء من علاج غسيل الكلى والعلاج الكيميائي نتيجة خوفهم من الفيروس".




المساهمون