أسرار الأثرياء والنافذين في صدور حراسهم وسائقيهم

21 ديسمبر 2016
(بيار - فيليب ماركو/ فرانس برس)
+ الخط -

لا توجد مهنة تحمل الأسرار المثيرة مثل مهنة حراسة الشخصيات الشهيرة، أو كبار السياسيين والأثرياء، وكذلك مهنة قيادة سياراتهم الخاصة، فهي مهن تجعل مزاولها أكثر التصاقاً بحقيقة هذه الشخصية، وأكثر اطلاعاً على عدد من أسرارها وخباياها.

من القصص التي رصدتها "العربي الجديد" عند ممارسي مهن الحراسة أو القيادة لدى العائلات الثرية أو الشخصيات النافذة، ما حكاه سائق يدعى محمد كان يعمل قبل سنوات عند عائلة معروفة بثرائها في مدينة فاس. قال إن مهنته مكّنته من معرفة عدد من الأسرار لأسرة كانت تبدو للناس محافظة، ولكن أفرادها كانوا بخلاف ذلك.

يقول السائق، الذي غادر هذه العائلة بعد أن بلغ به العمر درجة لم يعد فيها قادراً على تحمل طلبات الأسرة المدللة، وفق تعبيره، إن باطن العائلة التي شغلته كان يناقض تماماً ظاهرها أمام الناس، وخاصة أمام المجتمع المخملي الذي كانت تنتمي إليه.

يشرح المتحدث أنه لم يلاحظ شيئاً في الأشهر الأولى التي بدأ فيها عمله في فيلا هذه الأسرة، لكنه مع مرور الأيام بدأت تتكشف لديه خيوط وأسرار المكان الذي يعمل فيه، ومن ذلك إدمان المخدارت من قبل إحدى بنات مشغله، بل وإحضارها لأصدقائها وصديقاتها إلى غرفتها لتناول تلك الممنوعات. وتابع السائق أنه كان يلاحظ انهيار صحة الفتاة بين الفينة والأخرى، ومحاولة باقي أفراد العائلة الثرية إخفاء هذا السر عن العاملين في البيت، لكن ذلك لم يكن ممكناً، بالنظر إلى الحالة المزرية التي تكون عليها الفتاة.

قصة أخرى يحكيها عبد الله (اسم مستعار)، وهو حارس خاص لإحدى الشخصيات النافذة في إحدى المدن المغربية، لـ"العربي الجديد". يقول إن مشغّله كان يبدو "قوي الشكيمة، ومهاب الجانب، عند الناس وسكان المدينة، وأيضاً لدى من يتعاملون في مجال عمله الذي كان يتعلق بالعقارات". يضيف أنه فوجىء أكثر من مرة، بأن هذا الشخص الذي كانت ترتعد له فرائص الكثيرين بسبب نفوذه وصرامته، التي قد تصل إلى حدود القسوة والفظاظة وظلم الآخرين ومعاقبتهم أحياناً، عندما كان يضبطه باكياً، خاصة عندما يكون بمفرده مع حارسه الشخصي وأمين سره.

يتابع أنه كان يستمع إلى أنينه وشعوره بنفور الناس منه، وكراهية الكثيرين له، فكان يحاول مواساته ونصحه بأن يتفادى معاملة الآخرين بقسوة، فكان يبدي موافقته، لكن سرعان ما كانت تتغير شخصيته ليعود متسلطاً لا يرحم أحداً إلا في ما ندر.

دلالات