هل يُسمح للإيرانيات بدخول الملاعب؟

هل يُسمح للإيرانيات بدخول الملاعب؟

09 نوفمبر 2017
لا يستطعن دخول الملعب (بهروز مهري/ فرانس برس)
+ الخط -

حتّى اليوم، لا يُسمح للإيرانيات بدخول الملاعب، وهو ما يطالبن به. وفي الوقت الحالي، تسعى المدافعات عن حقوق النساء إلى إلغاء المنع، وإن كان الأمر يحتاج إلى توعية أيضاً.

أثارت مباراة كرة القدم بين منتخبي إيران وسورية في طهران في سبتمبر/ أيلول الماضي، جدالاً كبيراً في البلاد يتعلق بدخول الإيرانيات الملاعب. خلال المباراة، سُمح بدخول مشجّعات رافقن المنتخب السوري إلى ملعب "آزادي" الواقع غرب العاصمة، بينما لم يُسمح بدخول الإيرانيات اللواتي وقفن خلف أبواب موصدة لملعب يعني اسمه "الحرية". تصاعد الجدال دفع الناشطات اللواتي يتولين مناصب حكومية العمل على إلغاء القانون الذي لا يسمح بدخول الإيرانيات إلى الملاعب.

ويرى البعض أن الأمر غير مناسب، في ظل عدم مراعاة المشجعين الرجال حضور النساء. ولا توجد أماكن مخصّصة لهن، ما قد يعرضهن للأذى، خصوصاً في مباريات كرة القدم، التي تشهد مشادات ومشاحنات في بعض الأحيان. ولا ترى معصومة، وهي طالبة جامعية، عيباً في ذلك، لافتة إلى إنّ "النساء يدفعن ثمن أخطاء المشجعين من الرجال في الملاعب". ترى أنّه يجب فرض قوانين تعاقب من يفتعلون شجارات أو يتلفظون بكلمات نابية خلال المباريات، بدلاً من حظر دخول النساء.

من جهتها، تقول صديقتها راحلة إن المبررات منطقية، هي التي ترغب في دخول الملاعب لتشجيع فريقها "برسبوليس" الذي يعد أحد أبرز فرق العاصمة لكرة القدم، "إلا أن الأجواء تكون مشحونة وغير مناسبة للنساء". يُوافقها أمير علي مهدي زاده، ويقول إنه يقدّر رغبة ابنتيه بحضور المباريات، إلا أنه سيقلق عليهما، علماً أن الإيرانيات يحصلن على حقوقهن، وبات لديهن مكانتهن في المجتمع ومؤسسات الدولة.

يُدرك المسؤولون اختلاف وجهات النظر. مؤخراً، أعلنت رئيسة اللجنة الثقافية والاجتماعية المتخصصة بشؤون المرأة والأسرة زهرة آيت اللهي، في حوار خاص مع وكالة "إيسنا"، أن اللجنة تبحث الأمر، لافتة إلى أن النقاشات إيجابية. وترى أن بتّ المسألة يحتاج إلى تهيئة أرضيات عدة، تمهيداً لحضور النساء والعائلات المباريات. تضيف أنّه يجب أوّلاً تخصيص أماكن ومقاعد للنساء، فضلاً عن وسائل نقل. وتؤكد وجود وجهات نظر متباينة بين المسؤولين عن الموضوع، رغم أن وزارتي الداخلية والرياضة والمعنيين بمتابعة الملف متفائلون بتحقيق نتيجة.



من جهتها، تتفق النائبة في البرلمان الإيراني طيبة سياوشي مع آيت اللهي، وتقول لـ "العربي الجديد" إن الموضوع سيطرح في البرلمان، الذي يضم لجاناً خاصة بحقوق المرأة وشؤون الأسرة. لكنّها تشدّد على أهميّة البدء بحملة توعية تطاول المشجعين في الملاعب. تضيف: "رغم أنّ الأمر يخصّ وزارتي الداخلية والرياضة، إلّا أن المعنيّين باتخاذ هذا القرار كثر، ما يتطلب مشاورات مكثفة مع جهات عدة". وتؤكد أنه لا يوجد معارضة قوية في الوقت الراهن، ما قد يسهل حل الموضوع في المستقبل.

ولدى سؤالها عن القرار الصادر سابقاً، والمتعلق بالسماح بدخول النساء مباريات الكرة الطائرة، توضح أنّ القرار لم يكن نهائياً ولم يشمل كافة المباريات. لكن خلال السنوات الماضية، دخلت بعض النساء الملاعب، وحضرن عدداً من المباريات، والسبب يرتبط باختلاف الجمهور والملاعب.

وتعدّ كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في إيران. لهذا السبب، تصرّ الإيرانيات على حضور مبارياتها. ودخلت الإيرانيات الملعب للمرة الأولى في عام 2006، وذلك منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979، خلال مبارة بين منتخبي إيران والبحرين. في ذلك الوقت، تأهلت إيران إلى كأس العالم. وفي العام الجاري، سمح للنساء بدخول مباريات بطولة دولية للكرة الطائرة، وهو ما تكرر قبل سنوات قليلة بعد تخصيص مقاعد محددة لهن.

وكان الرئيس المحافظ السابق محمود أحمدي نجاد قد طالب في رسالة رسمية بتعديل القانون الذي يمنع دخول النساء الملاعب، ما أدى إلى انتقاده من قبل عدد كبير من المحافظين المتشددين. وفي وقت لاحق، نُقل عن بعض الرياضيين قولهم، عقب لقائهم الرئيس حسن روحاني، إن الأخير لا يعارض إلغاء العراقيل التي تسمح للنساء حضور المباريات. ويذكر نائبه إسحاق جهانغيري أن بعض المسؤولين في البلاد يعرقلون حلّ الموضوع، في وقت دافعت مستشارة روحاني شهيندخت مولاوردي عن حق النساء بدخول الملاعب، تزامناً مع حضور النساء أحياناً مباريات الكرة الطائرة، إضافة إلى دخول بعض الفتيات خلسة إلى مباريات كرة القدم، والتقاطهن صوراً نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى متابعة الموضوع من قبل مسؤولين لا يرون أي جدوى في استمرار هذا المنع، طالما أن الأسباب اجتماعية.

بدورها، تقول الأستاذة الجامعية وأمينة نقابة النساء في بيت الأحزاب الإيرانية فاطمة أصلاني إنّه لا يوجد أي مانع شرعي ولا قانوني يبرر استمرار هذا الحظر. تضيف لـ "العربي الجديد" أن بعض الإشكاليات تحتاج إلى وقت لحلحلتها، لافتة إلى متابعة اللجان والاتحادات الخاصة بالنساء في الوقت الراهن عدداً من قضايا النساء، ما يعني أن دخول النساء الملاعب ليس أولوية. كذلك، ترى أنه حين تكون المشاكل ثقافية واجتماعية، يصعب التوصّل إلى نتيجة بسرعة. وتؤكّد على ضرورة وجود تعاون جدي ومثمر بين مؤسسات صنع القرار المعنية، لافتة إلى أن كثيرات يشعرن بالإقصاء من دون مبرّر.

دلالات

المساهمون