"سهرية وحكاية": قصص شعبية من فلسطين

26 مايو 2019
(خالد نعنع في عرض سابق)
+ الخط -
تستند معظم تجارب الحكواتية في العالم العربي إلى إعاد تقديم قصص من التراث الشعبي بأساليب وتقنيات جديدة تجمع بين العروض الفرجوية التي تقترب من المسرح وتوظيف الغناء والموسيقى أحياناً، إلى جانب تطوير التفاعل مع الجمهور بحيث يصبح جزءاً من عملية الحكي.

ضمن أمسيات رمضان التي تنظّمها "دار النمر للفن والثقافة"، تنظّم "سهرية وحكاية" عند التاسعة والنصف من مساء الأربعاء المقبل، التاسع والعشرين من الشهر الجاري، في "مكتبة بلدية بيروت العامة" في العاصمة اللبنانية بمشاركة كلّ من الحكواتيين خالد نعنع، وسليم السوسي، ورجاء بشارة.

يتكئ نعنع على نصوص يتضمّنها كتاب "قول يا طير: نصوص ودراسة في الحكاية الشعبية الفلسطينية" لـ شريف كناعنة وإبراهيم مهوّي، الذي يضمّ خمساً وأربعين حكاية روى معظمها نساء في جميع أنحاء فلسطين، وكُتبت باللهجة الدارجة لكلّ منطقة.

ويعتمد في تقديم حكاياته أسلوباً ممتعاً ومشوقاً وكلمات مؤثرة ومعبرة مرفوقة بحركات جسدية وإيماءات تساهم في نقل مشاعر أبطال القصة إلى المتلقي، كما يحرص على ارتداء أزياء شعبية منها الطربوش والثوب التقليدي وإكسسوارات تناسب كلّ عرض.

يسرد نعنع حكايات عديدة، منها "الغول والكهف المسحور"، و"النملة والصرصور"، و"قمر الزمان وست بدور"،و"حذاء الطنبوري"، و"حكاية طنجر"، و"الأسد والأرنب"، و"النحات الغيور"، مستخدماً أكثر من أسلوب لإشراك الحاضرين في سرد أجزاء من كلّ قصة.

كما يشارك الحكواتي السوسي الذي ولد ونشأ في مخيم البداوي قرب مدينة طرابلس اللبنانية، ويتميّز بأداء يمزج بين الفكاهة والسرد، وقد تدرّب على يد الحكواتي جهاد درويش الذي يقدّم قصصاً من التراثين اللبناني والفلسطيني، ومن ثقافات أخرى حيث يروي حكايا من ثقافة الهنود الحمر في أميركا الشمالية.

ويقدّم أيضاً قصصاً واقعية حول نكبة فلسطين والتهجير القسري الذي مارسه الاحتلال الصهيوني من خلال "تغريبة مريم وأحمد" و"يوم الأرض"، إضافة إلى قصص أخرى منها "الأسد والعجوز"، و"رحلة في منقار كوكو"، و"العنزة والعجوز".

أما الحكواتية بشارة، فتروي قصصاً متنوّعة من تراث بلاد الشام ضمن مناخات تقترب من الأسلوب التفاعلي ذاته الذي ينتهحه نعنع والسوسي، بالنظر إلى قربه من الأطفال المكوّن الرئيسي للحاضرين.

المساهمون