وقفة مع ماجد زليلة

30 ديسمبر 2017
(ماجد زليلة)
+ الخط -
تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
أولاً انتظاري لابني مالك والذي يحلّ بيننا قريباً، أنتظر قدومه بفارغ الصبر. ثانياً، علماً وأني أعيش من فنّي، فإن عملي هو أكثر شيء يشغل تفكيري، إذ أجد نفسي يومياً أمام لوحات بيضاء تنتظر أول لمسة تؤسّس لعمل جديد، وهذا الأخير لا بدّ أن يكون مختلفاً ومتميّزاً عما سبقه وهذا ما يجعلني في حيرة يومية.


ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر أعمالي بعنوان "إن وأخواتها" (29.7 × 21 سم) وهو عبارة عن تركيبة تتكوّن من شخوص وحروف أبجدية مستعملة كتعلّة لإنجاز عمل خطّي يجري فيه إدخال الحروف على عالمي الخاص المتكوّن أساساً من الشخوص. عملي القادم سيكون تجربة جديدة في تقنية الحفر، وأنا أشارك هذه الأيام في تدريب حول هذه التقنية ما يتيح لي تطوير تجربتي وتطويعها لتقنيات وصعوبات ومحامل جديدة بعيداً عن القلم والفرشاة.


لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
لو بدأت من جديد كنت سأختار نفس المسار الذي اخترته. وجدت في الفن ليس فقط عملاً بل دافعاً للوجود. أنا منذ طفولتي حين كنت أُسأل: ماذا تريد أن تصبح؟ كنت أجيب: رسّاماً، لم أقل طبيباً أو قائد طائرة أو رجل إطفاء. الرسم هو هوَسي، سبب حزني، غضبي، فرحي.. كل حالاتي النفسية تتغيّر بتغيّر إحداث في أعمالي الفنية.


ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
هو أن يتم توزيع الثورات بصفة متوازنة على الجميع وأن يعمّ السلام وتنقرض الرداءة والذوق المنحط الذي نعاني منه في جميع المجالات. وأن تزدهر الثقافة ويجد المبدع الحقيقي مكانته، وأن يندثر الدخلاء ويختفي المنافقون وأن تعود المبادئ والأخلاق في مجتمعاتنا.


شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
أودّ لقاء الرسام الإيطالي أميديو موديلياني. أحب أعماله وأجد فيها قدراً كبيراً من الإحساس والتعبير. أعتبره من أهم الفنانين الذين عرفهم التاريخ. أذكر في أوّل حصة في ورشة الرسم في معهد الفنون الجميلة، طلب الأستاذ أن يختار كل واحد منا لوحة لفنان ويشتغل عليها، فاخترت دون تردّد عملاً لموديلياني وكانت تلك أوّل لوحة زيتية أقوم بإنجازها. موديلياني هو أيضاً موضوع أكثر كتاب لفت انتباهي وكان له وقعٌ على شخصيّتي ومسيرتي، كان ذلك منذ سنوات بعيدة. أذكر وأنا في عمر الخامسة عشرة، اصطحبني والدي إلى معرض الكتاب منتظراً مني أن أقتني كتباً دراسية أو أدبية، إلا أن اهتمامي كان متجهاً إلى الكتب الفنية حيث أتوق إلى مشاهدة صور اللوحات وقصص الفنانين وتياراتهم المختلفة، كان ذلك قبل أن يكون لديّ أي دراية بتاريخ الفن في ما عدا الأسماء الشهيرة مثل بيكاسو. وقتها لفت انتباهي كتاب خاص بموديلياني، شدّتني طريقة رسمه للشخوص، وبعد ذلك قرأت فيه قصة الفنان الإيطالي، وحياته القصيرة مقارنة بحجم الأعمال التي أنجزها. بعد سنوات، شاهدت فيلماً بيوغرافياً حوله، وأدّى دوره الممثل الأميركي الكوبي أندي غارسيا، ووجدت أبعاداً أخرى في مسيرة الفنان تمكل الصورة التي تخيّلتها حين قرأت غنه في وقت مبكّر.


ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أنا بصدد الاستماع لرائعة محمد عبد الوهاب "من غير ليه" أدعوكم لمشاركتي سماعها.


بطاقة
فنان تشكيلي تونسي من مواليد 1981. له منذ 2006 إلى اليوم عشرة معارض شخصية في تونس وخارجها، منها: "خيالات ظلّية"، و"بيرسو – ناج" و"خيالات ظل وليدة" و"لا يوم دون خط".

المساهمون