ملائكة ينتظرون أمام الباب

09 اغسطس 2016
+ الخط -

ما يؤرقُنا يشبه حقولاً لم تعد المحاريث تمرُّ عليها

نحنُ الهاربين خارجَ أيامنا

اقدامنا تتعقبها طفولة لم تخبُ في قهقهاتنا

ومايَفيضُ مِن حكمةٍ تنفضها أنقَاض فراديسنا على الثياب.

 

ماذا لديك في هذا المساء المُسَرطَنْ:

كوّةٌ لا تَسمعُ فيها سوى خرير ماء يأتي إليك من كوخ بعيد

ظلٌ يمنحك الدفء

مصطبةٌ في حديقة عامة تكفي لاستراحة اثنين في هذا الخلاء

مرآةٌ تَسكُبُ انعكاسها على رّصيف مُعلّق بهواءٍ شديد البياض

حضورٌ أكيدْ تَهدلُ اليماماتُ لأجله

طمأنينةٌ فيها من الأسرار الشخصية ما يكفي لتكون بطعمُ البلاهة

صديق شجاع كنت تثق به كثيراً

فلمْلَمَتَ اشلاءه بقصيدةٍ لعل الليل ينهمرُ بهدوء على قبرهُ

كما لو أنه مزاحُ ملائكة  

وتنسى دائماً بأنك لن تستطيع استعادة حضوره الساخر.

 

أيّ ضوءٍ تتلهف إلى طيِّهِ في ساعات مطعونة بالحكمة

بينما الوقت لوّح بكل شيء

ولم يعد لديه من رسائل يتركها في دورة الفصول

أي جنّةٍ ما زلت تتوقُ الوصولَ إليها

والأصابع تتربصها عيون لن تعرفها.

 

ليس ممكناً لعينيك أن تمطرا حنيناً بعد الآن

فالمعاني لم تعد أدعية تصلح أن تُعلَّقَ على الاغصان في شجرة البيت

طالما الأنبياء باتوا ضباباً

والروح قد ضاقت بهذا الجسد 

ورئتاك امتلأتا بالأناشيد.

 

أيتها الحياة المكتظة بالطرقات المطمئنة

أخذتنا أحذيةُ الغُرباء الى حيث أصبحنا حُفاة

وما مِن سبيل يقودنا الى ملائكة ينتظروننا أمام الأبواب.


المساهمون