حسنين بن عمو: الدخول من "باب الفلة" مجدّداً

28 سبتمبر 2019
حسنين بن عمو في توقيع "عام الفزوع"
+ الخط -

تبدو تجربة الروائي التونسي حسنين بن عمو (1948) استثناء في تونس من حيث تخصّصها في الرواية التاريخية، حتى أن مدوّنته في هذا الإطار قد تضاهي - على مستوى الحجم على الأقل - بقية ما كتب من روايات تاريخية، خصوصاً منها التي تخصّصت في تاريخ تونس تحديداً.

بدأت تجربة بن عمو في ثمانينيات القرن الماضي، ويمكن اعتبار العقد الأول من الألفية الجديدة مرحلة الزخم الإنتاجي في مسيرته حيث أصدر روايات كثيرة أشهرها "رحمانة" (2002)، و"باب الفلة" (2005)، و"الغروب الخالد" (2006)، والأخيرة سيرة لابن خلدون.

لكنه، ورغم نجاحات هذه الأعمال واعتبارها من قبل النقّاد أعمالاً تأسيسية في جنس الرواية التاريخية، بدا وأن بن عمو قد انسحب طوال العقد الموالي من مشهد النشر، وهو ما قرئ أيضاً كانحسار لمدّ الرواية التاريخية في تونس، حيث أن تجربته قد جعلت كثيرين يقتحمون المساحة ذاتها وإن بأدوات مختلفة عنه أو باعتماد مراحل زمنية أخرى غير التي تناولها بن عمو.

خلال السنة الماضية، عاد الكاتب التونسي بإصدار جديد بعنوان "عام الفزوع" وهو عمل عرف نجاحاً جماهيرياً ملحوظاً، وقد يكون ذلك سبباً في اهتمام الناشرين مجدداً بأعماله، ومن ذلك إعادة إصدار رواياته السابقة في طبعات ثانية، ومنها رواية "باب الفلة" التي يجري تقديم طبعتها الجديدة (منشورات "نقوش عربية") مساء اليوم في "مكتبة الكتاب" في تونس العاصمة.

يذكر أن هذه الرواية تعدّ جزءاً من ثلاثية رَسمت تاريخ تونس في العصر الحفصي، بدأها بن عمو بإصدار روايته "باب العلوج" (1988)، ثم أتبعها بـ"رحمانة"، قبل أن يختمها بـ"باب الفلة"، وهي أعمال قامت على وضع الأحداث التاريخية في خلفية وقائع أبطالها شخصيات من المجتمع مصوّراً بذلك تفاصيل الحياة اليومية وهي منطقة عادة ما تغيب عن أنظار المؤرّخين والباحثين.

المساهمون