هل يدلّ هذا التواتر على حركية ثقافية حقيقية، أم إنه يحصر مناسبات المعارض في الجانب التجاري من جهة، ومن أخرى في مجموعة الفعاليات وفق روزنامة تحاول أن ترضي كل أطياف المشهد الثقافي المصري أو معظمها؟
يطلق المنظّمون على المعرض عنوان "معرض القاهرة الدولي للكتاب بمدينة دسوق"، وهي تسمية تحاول أن توحي باستمرارية معرض الكتاب وتوسّعه أبعد من العاصمة، غير أن ذلك صحيح بنسبة قليلة، فالعارضون الذين يتقاطعون بين هذا المعرض وذاك هم الدور المحلية إلى جانب أصحاب مكتبات؛ وعند هؤلاء يحضر الكتاب العربي لكن ليس من خلال ناشريه الأصليين.
حظي المعرض الجديد باهتمام رسمي، حيث حضر افتتاحه يوم أمس وزير الثقافة حلمي النمنم، ورئيس "الهيئة العامة للكتاب" هيثم الحاج علي، علماً أن الهيئة والمؤسسات الرسمية الثقافية المصرية الأخرى مثل "المجلس الأعلى للثقافة" يمثلون الجزء الأكبر من العارضين من مجمل أربعين عارضاً.
أما البرنامج الثقافي الموازي للمعرض، فتهيمن عليه الأمسيات الشعرية والاستعادات، حتى ليبدو أن التظاهرة ليس سوى محاولة إيهام بأن الثقافة تصل إلى كل المناطق المصرية بشكل عادل. في حين تظهر هذه المعارض كما لو أنها دليل إضافي على عجز الثقافة عن مغادرة المركز.