"كريستيز" دبي: قصة سوق لا معايير فنية

18 مارس 2015
هاني زعرب، مقطع من "الربيع العربي لم يكتمل بعد"
+ الخط -

لا يمكن متابعة تفاصيل مزاد "كريستيز" الذي يقام في السابعة من مساء اليوم في "قاعة غودولفين" في فندق "أبراج الإمارات" في دبي، تحت عنوان "فن عربي وإيراني وتركي حديث ومعاصر"؛ من دون الوقوع في حيرة أمام الأسعار الخرافية التي يطرحها المزاد.

المزاد/ المعرض يقدّم للمقتنين 159 عملاً فنياً يعود معظمها إلى رواد الفن التشكيلي في العالم العربي وتركيا وإيران، ولكن أيضاً إلى فنانين عرب معاصرين وبعض الشبان؛ معرض يشكّل في مضمونه وطبيعته أكبر عملية بيع لـ "كريستيز" في دبي.

من بين الأعمال المعروضة، لوحة "حُماة الحياة" للتشكيلي المصري حامد عويس (1919 ـ 2011) التي تختصر بمضمونها الحياة المصرية خلال مرحلة عبد الناصر، وتقدّر قيمتها بـ 150,000 ـ 200,000 دولار؛ وأعمالاً لكل من السوريالي المصري رمسيس يونان ومواطنته مارغريت نخلة؛ ولوحة "صورة زهرة" (2009) التي تُعتبر من أشهر أعمال التشكيلية الإيرانية منير فرمانفرمايان (1924) وتتميّز بخطوطها الهندسية المتشابكة.

كما نعثر في المعرض على 14 عملاً من مجموعة جوني ونادين مقبل الفنية اللبنانية، يعود أكثر من نصفها إلى أحد رواد الفن التشكيلي اللبناني، بول غيراغوسيان (1926 ـ 1993)، الذي يتوزع الكثير من لوحاته داخل مجموعات خاصة، إضافة إلى مجموعة متحف الفاتيكان في روما. ومن هذه الأعمال، لوحتان تحملان عنوان "يوم صيفي" 1 و2، وتقدر قيمة كل منهما بـ 40,000 ــ 60,000 دولار، و"الناس بالأصفر" التي تقدّر بـ 150,000 ــ 250,000 دولار، و"الأم والطفل" التي تقدّر بـ 80,000 ــ 120,000 دولار.

ودائماً ضمن الأعمال التي يطرحها جوني ونادين مقبل للبيع في مزاد كريستيز، نذكر لوحة "برج بابل" لأيمن بعلبكي (1975) التي تقدّر قيمتها بـ 150,000 ــ 200,000 دولار؛ ولوحتين لفريد عواد (1924 ـ 1982) يعود تاريخهما إلى أوائل السبعينيات: "مخرَج ميترو" التي تقّدر بـ 15,000 ـ 20,000 دولار، و"هومو فلوكس" التي تقدّر بـ 50,000 ــ 70,000 دولار؛ ولوحة لتغريد درغوث (1979) بعنوان "العشب الأخضر"، وأخرى لعارف الريس (1928 ــ 2005) بعنوان "شاتك الهادي" وتقدّر بـ 80,000 ــ 120,000 دولار.

وللتشكيليين الفلسطينيين حصة مهمة في هذا المعرض ـ المزاد، فإلى جانب أسماء رائدة كإسماعيل شمّوط ومصطفى الحلاج، تبدو لوحة "الربيع العربي لم يكتمل بعد" (2011) لهاني زعرب (1976) من أبرز الأعمال الفلسطينية المعروضة، بل والعربية، رغم أن سعرها يبدأ تقديره من 25000 دولار فقط؛ في حين أن لوحة "نصف كرة" للسعودي عبد الناصر غارم (1973)، تقدّر بـ 140,000 ـ 180,000 دولار، ولوحة الإمارتية ابتسام عبد العزيز (1975) "إعادة رسم بيت شمسي" تقدّر بـ 5000 ـ 7000 دولار.

القصة إذن ليست قصة فن، إنها قصة سوق لا معايير فنية له، ولا يفهم منطقه الغامض سوى تجّار الفن المعاصر، سحرته وحواته.

المساهمون