الأبارتهايد الطبي.. تجارب أوروبية على أجساد أفريقية

11 مايو 2019
من ملصق المحاضرة
+ الخط -
لم تقتصر علاقة الاستعمار الأوروبي بأفريقيا على استرقاق أهلها، ونهب ثرواتها، بل إن ثمة ملامح تاريخ شامل للانتهاكات الطبية والاستغلال لأجساد السود بهدف إجراء التجارب العلمية واختبار الأدوية أو حتى بهدف اكتشاف الجسد الإنساني وتشريحه من قبل العلماء والدارسين. فعقلية المستعبد (بكسر الباء) تعتمد تماماً على الاعتقاد بأن العبيد كائنات أدنى، لذا فليس من المستغرب أن يتاجر الأطباء بالإنسان الأسود البشرة إذا كان ذلك يعني إمكانية التقدم الطبي.

سنجد أن الأرشيف الطبي المرعب يذكر نجاحات الأطباء في اختبار بعض العمليات على النساء السود مرة بتخدير ومرة بلا تخدير، وسنجد أن أجسادهن كن مختبراً لتجارب العمليات القيصرية. أما كليات الطب فسنجد تقارير "علمية" من نوع تقرير كلية سافانا للطب الأميركية في بدايات القرن، والتي تتفاخر بأن مرضاىها السودانيين وفروا "فرصاً إكلينيكية وفيرة لدراسة الأمراض".

التأثير الثقافي للرق لم ينته مع إعلان انتهائه قانونياً، بل إننا نعيش في عصرنا الحالي على وقع إجراء تجارب طبية على علاجات ولقاحات الأطفال والأوبئة في أفريقيا، وأدوية أخرى تمرر على شكل مساعدات وهناك فضائح وأمثلة كثيرة نشرتها الصحف والدراسات خلال السنوات الماضية، إلى جانب المعاملة العنصرية في المشافي والتفرقة بين المريض الأسود والأبيض والتي ما زال الأميركيون يعيشونها إلى اليوم في بعض الولايات.

تحت عنوان "الأبارتهايد الطبي: تجارب أوروبية على أجساد أفريقية" ينظم "مركز مسارات تاريخ السود" في لندن ندوة ضمن سلسلة من المحاضرات والفعاليات التي تتبع تاريخ العنصرية ووثائقها، عند السادسة والنصف من مساء الخميس، 16 من الشهر الجاري.

تراجع الندوة، التي يشارك فيها باحثون وأكاديميون، التجارب والأبحاث العلمية التي أجريت على "السود" لتحسين الأدوية والعلاجات الطبية المختلفة لاستخدامها مع الأشخاص البيض. كما يتناول المشاركون بالتفصيل الحرب الكيميائية والبيولوجية.

يستند المحاضرون إلى كتاب هارييت واشنطن الذي يحمل نفس اسم المحاضرة، إلى جانب عرض للوثائق المختلفة من الحرب العالمية الأولى والثانية، وتاريخ السكان الأصليين، إضافة إلى إتاحة سجلات ووثائق من سجون الولايات المتحدة، وساحل العاج، وجامايكا، وبورتوريكو، وأستراليا، ونيجيريا، والصومال، وكينيا، وجنوب أفريقيا.



المساهمون