عمر الفيومي.. البورتريه في أربعين سنة

24 ابريل 2019
(من المعرض)
+ الخط -

بدأت تجربة الفنان المصري عمر الفيومي (1957) منذ ثمانينيات القرن الماضي، حين سافر إلى الاتحاد السوفييتي ودرس التصوير الجداري لسبع سنوات قبل ان يعود إلى مصر، ورغم أنه أقام معارض عدّة آنذاك وبرز أسلوبه الخاص في الرسم، إلا أنه ظلّ يعتبر تلك الفترة مرحلة استقبال وتأسيس ثقافته الفنية والبصرية.

"40 سنة" عنوان معرضه الجديد الذي يحتضنه "مركز التحرير الثقافي" التابع لـ"الجامعة الأميركية" في القاهرة في السادس من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الرابع عشر من الشهر المقبل، ويضمّ أعمالاً تمثّل العقود الأربعة التي تفرّغ خلالها للفن.

تنوّعت تجربة الفيومي الذي نزع منذ بداياته إلى رسم الوجوه، والتي كانت في بالنسبة إليه مفتاحاً لقراءة محيطه وبيئته، فظهر أناس عديدون في لوحاته كان يكفي أن يصادفهم وهم يسيرون في الشوارع أو يجلسون في المقاهي أو أمام بيوتهم ليرسمهم، إضافة للعديد من البورتريهات لأصدقائه.

في فترة لاحقة، انجذب إلى المومياوات التي عُثر عليها قرب مدينة الفيوم في نهاية القرن التاسع عشر وتعود إلى العصر الروماني، مثل كثير من الفنانين المصريين، فقدّم تنويعات على تلك الوجوه الموميائية التي اتسمت العيون والتعبير المتماثلة وكانت تُرسم لشخصيات واقعية على التوابيت.

من المعرضفي تلك المنطقة التي تقترب من فن الأيقونة، رسم الفيومي أيضاً شخصيات مسخية لا تأخذ هيئة الإنسان ولا تستعير صورة الشيطان، كما رسم شخصيات تقترب من رسومات القديسيين في الكنائس البيزنطية القديمة، ضمن محاولته لاستعادتها في شكل جديد وأن تصبح جزءاً من الزمن الراهن، حيث يتبدّل لون بشرتها إلى الأخضر أو البرتقالي.

تأثّر الفنان بحكم دراسته في مدينة سانت بطرسبرغ بالفنان الروسي أندريه روبليوف (1360-1428)، بحسب تصريحاته السابقة، لكنه في فترة لاحقة سيتبنى المفاهيمية في سعي لتكثيف التعاطف مع رسوماته التي تبدو أنها تعيش أزمنة مختلفة في الوقت نفسه.

في جانب من أعماله، ذهب الفيومي نحو عوالم المرأة المصرية التي قدّمها على نحو مركّب، حيث تجتمع في كثير من سلوكياتها البساطة والعفوية مع التكلّف والاهتمام بالمظاهر، من خلال رصده للنساء اللواتي يتحلقن حول فنجان القهوة في الأحياء الشعبية، أو انتظار امرأة على الشرفة، أو شرودها قرب النافذة.

المساهمون