القبض على "البريء" مجدداً

04 اغسطس 2018
لقطة من الفيلم
+ الخط -

من أشهر القضايا في تاريخ السينما العربية، ما حدث مع فيلم "البريء"؛ حيث قضت الرقابة بعدم عرض نهايته التي يُطلِق فيها مجنّدٌ (أداء: أحمد زكي) النار على مرؤوسيه احتجاجاً على الظلم الذي يتعرّض له المعتقَلون السياسيون.

رفض المخرج عاطف الطيّب، وكاتب السيناريو وحيد حامد تغيير النهاية، فظهر الفيلم على الشاشات مبتوراً، حاملاً تشوّهات ما بعد الرقابة. وكان ذلك بمثابة احتجاجٍ من فريق العمل على الاعتداء على حرية الفن من قبل الرقيب الذي يضمّ مجموعة من الأجهزة؛ مثل: وزارة الثقافة والأزهر والشرطة والمؤسّسة العسكرية.

بدت حادثة "البريء" صفحةً من التاريخ وقد طُويَت، خصوصاً حين عُرض الفيلم في مهرجان سينمائي مصري سنة 2005 كاملاً، كما أنجزه صاحبه الذي كان قد رحل منذ سنوات. وقد احتفت الصحافة في ذلك الوقت بهذا "الحدث" أشدّ احتفاء، حتى أن جريدة التقطت عنوان "الإفراج على البريء".

كانت 2005 جزءاً من مرحلة حاول فيها النظام المصري إظهار أن البلاد بصدد الدخول في مسار ديمقراطي. لم تمض سوى سنوات قليلة حتى كان ميدان التحرير شاهداً على أن "الفيلم السياسي" كان سيئ الإخراج، ولا أحد اقتنع بخطاب نظام مبارك ومقولاته طوال سنوات.

2018، سياق آخر؛ فقد تغيّرت الوجوه بالتأكيد، في السياسة وفي الفن. غير أن ضيق أفق الرقابة وحساسيتها المفرطة لم يتغيّرا. قصيدة للشاعر جلال البحيري نموذجاً.

المساهمون