"الحوثيون" يفرجون عن معتقل سعودي وسط ملابسات غامضة

25 سبتمبر 2019
ناصر الذروي وصل إلى جدة (تويتر)
+ الخط -

أعلنت مصادر سعودية، اليوم الأربعاء، أن معتقلاً يحمل الجنسية السعودية في سجون جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في اليمن، وصل إلى بلاده، أمس الثلاثاء، بعدما اعتقل في سجون الجماعة لما يزيد عن أربع سنوات.

وذكرت وسائل إعلام سعودية أن ناصر الذروي، وهو عسكري متقاعد، يبلغ من العمر (47 عاماً)، وصل، مساء أمس الثلاثاء، إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة، حيث كان أفراد من عائلته في استقباله.

ويتحدّر الذروي من محافظة صبيا، جنوبي غرب السعودية. وقالت مصادر في الأخيرة إنه اعتقل من قبل "الحوثيين" بعد بدء "عاصفة الحزم"، بينما كان يقوم بزيارة علاجية إلى اليمن، وتواصل مرات معدودة مع عائلته خلال فترة اعتقاله.


وفي الوقت الذي لم تعرف فيه ملابسات إفراج الحوثيين عن معتقل سعودي، تحدثت وسائل الإعلام السعودية عن دور أمني لعبته سلطات البلاد للإفراج عن المعتقل.


ويأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان "الحوثيين" وقف الهجمات باتجاه السعودية، بما فيها التوقف عن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومختلف أشكال الهجمات باتجاه الجانب السعودي، في ما قالوا إنه "مبادرة تنتظر الرد بالمثل من الجانب السعودي".

وسبق أن أفرج الحوثيون عن معتقلين وأسرى سعوديين خلال عام 2016، أثناء تفاهمات مباشرة جرت بين الطرفين، لكنها سرعان من انهارت ليعود التصعيد، رغم ما تخللتها حينها من عمليات تبادل أسرى. ​

في السياق، رحّب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بإطلاق الحوثيين سراح السعودي.

وقال غريفيث، في بيان مقتضب "أرحّب بإطلاق سراح المواطن السعودي السيد ناصر الذروي من قبل أنصار الله". وأضاف "أُثني على هذه الخطوة وأحثّ الأطراف على اتخاذ المزيد من الخطوات دعماً لهذا الملف الإنساني، تماشياً مع اتفاق استوكهولم"، المبرم في ديسمبر/كانون الأول 2018.


تنديد بمقتل 22 مدنياً

على صعيد آخر، نددت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، الأربعاء، بمقتل 22 مدنياً بغارتين للتحالف السعودي الإماراتي، في محافظتي عمران والضالع شمالي وجنوبي البلاد.

وقالت غراندي، في بلاغ صحافي، إن الغارة الأولى وقعت في منطقة السواد، بمحافظة عمران، يوم الاثنين الماضي، وأودت بحياة سبعة مدنيين، بينهم أطفال ونساء، من أسرة واحدة.

وأشار البيان، إلى سقوط 15 قتيلاً من المدنيين وإصابة مثلهم، عندما ضربت غارات أخرى منزلاً في منطقة الفاخر، بمديرية قعطبة في محافظة الضالع جنوبي البلاد.

وقالت المنسقة الأممية المقيمة في اليمن "من المؤسف جداً حدوث هذه المآسي أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الوقت الذي يجتمع فيها قادة العالم لتعزيز سبل الأمن والسلام".

وذكرت المنظمة أن أكثر من 700 من المدنيين قتلوا خلال عام 2019، إلى جانب 1600 جريح، نتيجة الصراع الدائر في البلاد.

وأضافت غراندي: "حان الوقت الذي يجب فيه على الجميع إيجاد طرق لإنهاء هذه الحرب الشنيعة. ولكن تُجبر الأسر بدلاً من ذلك على دفن أحبتها ومعالجة جرحاها، وهو أمر قاسٍ ومؤلم للغاية".

وفي تعقيبه على الحادثتين، قال سفير بريطانيا لدى اليمن، مايكل آرون، في تغريدة على حسابه في تويتر "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين عقب الهجمات التي وقعت في عمران والضالع".

وكانت غارة جوية للتحالف استهدفت، الاثنين الماضي، عائلة بمنطقة السواد، في مديرية "حرف سفيان"، على طريق صنعاء صعدة، ما أدى إلى مقتل جميع أفرادها، قبل أن يقتل 15 شخصاً على الأقل، بغارتين أخريين في محافظة الضالع.