كشفت مصادر مطلعة، أمس الثلاثاء، عن تهديدات بالفصل من الوظيفة لعدد من الفلسطينيين، منهم مدراء ومديرات مدارس تابعة إلى بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، وكذلك إلى وزارة المعارف الإسرائيلية في القدس، على خلفية تحريض إسرائيلي ضدهم. وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه التهديدات ستنفذ، في حال واصل الموظفون السماح بتنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية تنفذها جمعية الرازي الثقافية، بعد اتهامات أن هذه الأنشطة ذات الطابع الوطني التوعوي، "تحرض على الإرهاب وتناصب العداء لجهود بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية" الهادفة إلى محاولة فرض المنهاج الإسرائيلي في هذه المدارس.
ورغم محاولات بعض هؤلاء المدراء نفي تلقيهم تهديدات من هذا القبيل، تخوفاً من فقدانهم وظائفهم أو تعرضهم إلى المساءلة والاعتقال، إلا أن المصادر ذاتها أكدت عقد هؤلاء المدراء اجتماعاً، قبل أكثر من أسبوع، تباحثوا خلاله في التحذيرات والتهديدات التي وجهت لهم بالفصل من وظائفهم على خلفية تنظيم هذه النشاطات، والتي تشمل مسابقات ثقافية ورياضية واجتماعية وغيرها، تنظمها جمعية الرازي الفلسطينية، ومقرها بلدة الرام شمالي القدس المحتلة.
هذا التخوف من المدراء، تعزز بعد أن طالب نائب وزير الأمن الإسرائيلي، الحاخام إيلي بن دهان، بوقف مدراء المدارس، الذين يشاركون في نشاطات لا منهجية تعزز الهوية الفلسطينية، عن العمل فوراً. ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن بن دهان: "من غير المعقول أن يقوم مدراء مدارس تابعة للبلدية والحكومة الإسرائيلية في القدس الشرقية بتعليم الطلاب التحريض والإرهاب ضد الدولة". وأضاف "من غير المقبول أن تثق البلدية والمدارس الحكومية بمدراء على علاقة بعناصر تدعم الإرهاب وتعمل ضد إسرائيل". وأشار إلى أنه سيتم فحص ما تم التوصل إليه ضد المدراء والمعلمين المشاركين في هذه النشاطات وسيخضعون للتحقيق، وكذلك الجمعية التي تمول النشاطات الفلسطينية في القدس الشرقية. وكانت القناة الإسرائيلية، عرضت في تقريرها التحريضي على تلك المدارس وعلى جمعية "الرازي"، صوراً ولقطات ومادة مصورة لبعض النشاطات الطلابية، التي تمثل المعاناة التي يعيشها الطلاب خلال اجتيازهم المعبر العسكري (معبر قلنديا شمالي القدس) يومياً، ومبارزة شعرية تتغنى بالوطن والحفاظ على القدس والمسجد الأقصى. كما عرضت شريط فيديو لعملية تكريم بعض المدرسين ومدراء المدارس نظمتها جمعية الرازي للثقافة، شارك فيها، القيادي في حركة فتح، حاتم عبدالقادر، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري.
ونقلت القناة عن رئيس منظمة إسرائيلية تدعى "لك يا قدس" ميور سيمح: "لدينا مشكلة حقيقية وكبيرة في قضية السيطرة على برامج التعليم في مدارس القدس الشرقية، خصوصاً النشاطات والبرامج غير المنهجية"، مشيراً إلى أن المشكلة الأهم هي الكتب المدرسية الفلسطينية التي تدرس في المدارس الفلسطينية في القدس. وأضاف "المشكلة الأهم أن مدراء المدارس الرسمية الممولة من بلدية الاحتلال في القدس والمعارف الإسرائيلية يشاركون في هذه النشاطات"، مشيراً إلى نشاط في أكبر مدرسة مثل مدرسة عبدالله بن الحسين في الشيخ جراح بالقدس، وعرض مقاطع من مشاركة المديرة والمدرسين، معتبراً ذلك نوعاً من التحريض على محاربة إسرائيل. وفي تعليقه على هذه التهديدات، قال رئيس مجلس أمناء جمعية الرازي، حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن "القضية برمتها، أن هناك تحريضاً من بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية ضد المؤسسات الفلسطينية العاملة في مجال التربية والتعليم، وفي مقدمتها جمعية الرازي، التي تنفذ برامج توعوية وتثقيفية في نحو 62 مدرسة، بما فيها مدارس فلسطينية، لكن تشرف عليها إدارة بلدية الاحتلال ووزارة المعارف"، موضحاً أن البرامج تتضمن مسابقات علمية وأنشطة ثقافية ومسرحيات هادفة، من أجل تعزيز الوعي الوطني لدى الطلاب في كافة أنظمة التعليم في جميع مدارس القدس المحتلة.