وزير الخارجية القطري: لن نكون أبداً بدائرة النفوذ السعودي..والأزمة تعوق التنسيق الأمني

25 يناير 2018
الشيخ محمد: سنستضيف أفضل مونديال بالعالم العربي (إمانويل دوناند/Getty)
+ الخط -

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الخميس، أن بلاده "لن تكون أبداً في دائرة النفوذ السعودي"، مشيراً إلى أنّ "الأزمة في العلاقات مع الجيران تعوق التنسيق الأمني في الخليج".

وفي تصريحٍ للموقع الإلكتروني الإخباري الفرنسي "أوبينيون انترناسيونال"، نقلته وكالة "فرانس برس"، قال الوزير القطري "نحن مقتنعون بأن السعودية تريد قطر خاضعة لنفوذها، وهذا لن يحدث أبداً".

وأكد أن "لقطر هويتها واستقلالها وتاريخها، وهي تتخذ قراراتها بكل استقلالية، وهذا الأمر غير قابل للتفاوض، وسيبقى كذلك في المستقبل"، مبيناً أن "هذه الطريقة لمحاولة كسرنا لن تجدي، والشعب القطري مستعد للقتال دفاعاً عن سيادته، وعلينا الاستعداد لحماية شعبنا".

لكنه أضاف "نعتقد أن هذا هو الخيار الأخير، ولا يوجد سبيل لخروجنا من هذه الأزمة سوى بالسياسة والحوار".

وسأل الوزير القطري "نحن مستعدون لحل دبلوماسي منذ بداية الحصار، شرط احترام سيادتنا والقانون الدولي. لكن هل السعوديون مستعدون للحوار والتفاوض؟ سنواصل التساؤل عن دوافعهم الحقيقية".

ورأى أنه "عندما ننظر إلى الوضع الإقليمي، ما يحدث في اليمن ولبنان، نجد أن السياسة السعودية زعزعت استقرار المنطقة وليس قطر وحدها. لذلك نعتقد أنه يجب أن تكون لدينا رؤية شاملة، وأن نجد الحلول للنزاعات في منطقتنا عبر الحوار، وليس بالتهديد، كما نعيش حاليا".

وفي مقابلة أخرى مع وكالة "رويترز"، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، لفت آل ثاني إلى أن الخلاف بين الدوحة وجيرانها الخليجيين يعرقل التعاون الأمني الإقليمي، مضيفا أن قطر "لا تزال تعول على الدعم القوي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساعدة في حل الأزمة".

وقال في إشارة للبحرية الأميركية في الخليج، والقاعدة الأميركية قرب الدوحة، إنّ "هذا يقوّض جهودنا الجماعية في محاربة الإرهاب. ضباطنا لا يسمح لهم بالذهاب إلى الأسطول الخامس (الأميركي) ومقاعد ضباطهما (السعودية والإمارات) شاغرة، بينما لا تزال أعلامهما هناك".

وأضاف "عندما تحدّث الرئيس دونالد ترامب مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأسبوع الماضي، شدّد على هذه النقطة، وقال إنه يريد أن يساعد في حلّ الأزمة".

وتابع "لكن عندما يكون أحد الطرفين غير مستعد للتواصل... فسيكون ذلك صعباً... لا نرى بعد استعداداً من جانبهم، مثلما نرى استمرار التصعيد والاستفزاز من حين لآخر".

وقدّمت قطر شكوى لدى الأمم المتحدة بشأن انتهاك مجالها الجوي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من طائرتين عسكريتين إماراتيتين.

من جهة أخرى، لفت آل ثاني إلى أنّ بنك قطر المركزي قدّم أيضاً شكاوى قانونية لدى جهات تنظيمية غربية بشأن تلاعب في عملتها.

وقال "المعلومات التي لدينا هي أنّ هناك شيئاً خاطئاً يحدث داخل أسواقنا المالية، وهذه الشكاوى تأخذ مجراها الطبيعي، وهناك تحركات قانونية تتخذها قطر".

إلى ذلك، أبدى الوزير القطري قلقه من حدوث صراع مباشر بين السعودية وإيران، موضحاً أن "قطر في المنتصف بينهما. وهذا يعني أنّ أي صراع مباشر بين إيران والسعودية لن يمتد لقطر فحسب بل للمنطقة بأكملها".

وعن مجلس التعاون الخليجي، ذكر أنّه إذا استؤنف الحوار مع الجيران، فعلى الدول وضع استراتيجية جديدة للتعايش في إطار مجلس التعاون. وقال "علينا أن نضع مبادئ جديدة لدول مجلس التعاون الخليجي تحترم سيادة كل طرف للآخر، وتوقف كل طرف عن التدخل في شؤون الآخر، وتحدّد المجالات التي يمكننا التعاون فيها".


استعدادات كأس العالم مستمرة

وفي سياق آخر، أكد وزير خارجية قطر أنّ استعدادات بلاده لكأس العالم 2022 مستمرة بشكل كامل، بعد أن أصلحت خطوط الإمدادات التي تعطلت لفترة قصيرة، العام الماضي.

وقال "نحن على ثقة من أنّنا سنستضيف أفضل كأس عالم في العالم العربي. سيمثّل المنطقة العربية بأكملها".

وأضاف أنّ "الحكومة تغلّبت بالفعل على تعطيل الإمدادات في بداية الأزمة وقدّمنا مسارات بديلة. لا يوجد تعطيل في الوقت الراهن"، مؤكداً أنّه لم يسمع أي مؤشرات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بأنّه يخطط لتغيير مكان إقامة كأس العالم.

وأقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرضت حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على الدوحة، بعد حملة افتراءات وتحريض.


(العربي الجديد)