وبخصوص الحراك الفرنسي بين واشنطن وطهران، لإطلاق مفاوضات بينهما، قال خامنئي إن "الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) يقول إذا ما أجريتم لقاء ستُحل كافة مشاكلكم"، واصفا ماكرون بـ"الساذج" أو بالـ"متعاون مع أميركا".
وشدد خامنئي، في كلمة أمام طلبة المدارس والجامعات بمناسبة ذكرى السيطرة على السفارة الأميركية في طهران، على أن عدم التفاوض مع واشنطن "يغلق إحدى طرق نفوذها في إيران"، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية "منزعجة من هذا الأمر".
وقال خامنئي، وفقا لما أورده الموقع الإلكتروني لمكتبه، إن أميركا "التي تمنّ على قادة بقية الدول بقبولها اللقاء والجلوس معهم، منذ سنوات تصرّ على التفاوض مع قادة الجمهورية الإسلامية لكننا نرفض ذلك"، معتبرا أن هذا الموقف "يستند إلى منطق قوي"، وأنه يظهر "هيبة" بلاده و"الهيبة الواهية" للولايات المتحدة الأميركية، حسب قوله.
كما رأى المرشد الإيراني أن واشنطن تنظر إلى "قبول إيران التفاوض على أنه إخضاع لها"، مردفا أنها تريد من خلال ذلك القول إنها "نجحت في إخضاع إيران وإظهار نجاح سياسة الضغوط القصوى"، إلا أنه أكد في الوقت نفسه، أن الإدارة الأميركية بالمقابل "لن تقدم أي تنازل" في أي مفاوضات.
وخلال كلمته، قدم خامنئي سردية عن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، منتقدا أصواتا تعتبر أن العداء بين الطرفين قد بدأ بعد اقتحام السفارة الأميركية في طهران، في الرابع من نوفمبر 1979، وما تبعه من أزمة الرهائن بعد اعتقال 52 دبلوماسيا أميركيا لأكثر من عام، ليقول إن "البعض يحرّف التاريخ ويعتبر أن بدء الخلافات يعود إلى السيطرة على وكر الجواسيس"، في إشارة إلى السفارة الأميركية في طهران، مؤكدا أن هذه الخلافات "تعود إلى العام 1953 عندما نفذوا الانقلاب ضد حكومة وطنية، وقبل هذا العام بعد فرض نظام فاسد على الشعب الإيراني".
واعتبر خامنئي أن ثورة بلاده عام 1979 "كانت في الأساس ضد أميركا"، متهما إياها بتدبير "مؤامرات"، لافتا إلى أن إيران أيضا "حشرت أميركا في الزاوية في حالات كثيرة"، بحسب قوله، معتبرا أن أهم ما قامت به "هو إغلاق الطريق أمام نفوذها السياسي مجددا".