تعبئة ديمقراطية في نيوهامشير استعداداً للمحطة الثانية من الانتخابات التمهيدية

09 فبراير 2020
لم يحقّق المرشحون إلى الآن انتصاراً واضحاً(Getty)
+ الخط -
استكمل الديمقراطيون الطامحون إلى الفوز بالترشّح عن حزبهم للانتخابات الرئاسية المقبلة حملاتهم، أمس السبت، في ولاية نيوهامشير، المحطة الثانية من الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشّح الأوفر حظاً لمواجهة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الاستحقاق الرئاسي المقبل.

ويأتي تدفّق الديمقراطيين إلى الولاية الصغيرة الواقعة في شمال شرق البلاد وحيث غالبية السكان من ذوي البشرة البيضاء، تحضيراً للانتخابات التمهيدية المقررة الثلاثاء بعد أيام قليلة من تصدّر بيت بوتيدجيدج (38 عاماً) وبيرني ساندرز (78 عاماً) نتائج المحطة الأولى من الانتخابات التمهيدية التي جرت في آيوا والتي شهدت عمليات الفرز فيها فوضى عارمة.

وقد عرّضهما تصدّرهما السباق في أولى محطات الانتخابات التمهيدية الحزبية لهجمات حادة من منافسيهما في مناظرة حامية جرت، ليل الجمعة.

وفي المناظرة شكّك منافسو بوتيدجيدج بقدرته على منع ترامب من الفوز بولاية رئاسية ثانية نظراً إلى قلّة خبرته وصغر سنّه.

أما ساندرز، فتعرّض لانتقادات بسبب تقدّمه في السن ومواقفه السابقة حول الأسلحة.

ولم يبد بعد انتهاء المناظرة أن أحداً من المشاركين السبعة تمكّن من تحقيق انتصار واضح وصريح، ولم يسجّل ارتكاب أي خطأ فادح.

لكن يبدو أن بوتيدجيدج الذي كان قبل عام شخصية مغمورة على صعيد البلاد عموماً، أصبح نداً قوياً، وقال: "بالتأكيد نحن هنا للفوز في نيوهامشير ونحن ننافس لأنكم تعلمون أن نيوهامشير هي ولاية آراؤها مستقلة وشخصيتها مستقلة".

في المقابل، تعرّض ساندرز، الداعي إلى "ثورة سياسية"، لانتقادات حادّة من نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي وصف مواقف منافسه بأنها متطرّفة إلى درجة تحول دون توحّد الأميركيين حولها.

وشدد بايدن (77 عاماً) الساعي إلى الحفاظ على حظوظه في الرئاسة بعدما حلّ رابعاً في انتخابات آيوا التمهيدية على أن السياسات التقدمية مثل نظام الصحة الجامع الذي يدعو إليه ساندرز ستسبب انقسامات، وستكون مكلفة ويصعب تمريرها في الكونغرس.

تلقّيت ضربة في آيوا

وتساءل بايدن "كم سيكلف" قانون نظام الصحة للجميع الذي يدعو إليه ساندرز. وقدّر أن المشروع سيكلّف عشرات ترليونات الدولارات. وأضاف: "من سيصوّت لذلك في الكونغرس؟".

وبدا بايدن أكثر حيوية مما كان عليه في المناظرات السابقة، واغتنم فرصة الحديث عن السنّ ليقول إن الأوضاع العالمية المتوترة الحالية تتطلب رجل دولة خبيراً لقيادة الأمة في هذه الفترة الحالكة.

ورغم انتكاسة أيوا، أكد بايدن أنه لا يزال يعتقد أنه الأقدر على منافسة الجمهوري دونالد ترامب، الذي برّأه مجلس الشيوخ هذا الأسبوع من اتّهامين وجّههما إليه مجلس النواب في إطار محاكمة لعزله لم تؤثر بقاعدته الانتخابية.

وقال نائب الرئيس السابق: "تلقّيت ضربة في آيوا، وسأتلقى على الأرجح ضربة أخرى هنا (في نيوهامشير)"، لكنه أوضح أن ساندرز الذي يمثّل ولاية فيرمون المجاورة فاز في الانتخابات التمهيدية لنيوهامشير في عام 2016 بفارق بلغ 20 نقطة.

وخلال مشاركتها في حملته الانتخابية، أمس السبت، قالت إيرين كيري الخبيرة المالية البالغة 49 عاماً والمتحدّرة من ولاية ماساتشوستس، إنها كانت تعوّل على أداء أفضل في المناظرة لكنّها أَكدت أنه لا يزال منافساً قوياً في السباق.

بدوره، أعرب الطالب كاميرون لاندري البالغ 24 عاماً عن إعجابه بخبرة بايدن، مشككاً في المقابل بقدرته على مقارعة ترامب.

وقال: "أعتقد أننا نحتاج إلى شخص لديه طاقة كبيرة. أعتقد أننا نحتاج إلى شخص يمكنه أن ينافس نجم (تلفزيون) الواقع. الناس يحبون تلفزيون الواقع المليء بالمواجهات النارية".

كذلك، شارك في مناظرة نيوهامشير المستثمر أندرو يانغ والملياردير توم ستاير والسناتورة اليزابيث وارن.

وأظهرت إيمي كلوبوشار المتحدرة من مينوسوتا، أداءً قوياً من خلال معارضة ساندرز ووارن. ورأت إن برنامجيهما التقدميين سيسببان انقساماً بين الناخبين. وقالت: "بصراحة، وجود مرشح وسطي يوحد الناس سيكون أسوأ كوابيس ترامب".

وبعد نيوهامشير، يتوجه المرشحون إلى نيفادا في 22 فبراير/ شباط، تليها كارولاينا الجنوبية في 29 فبراير ثم "الثلاثاء الكبير".

(فرانس برس)

المساهمون