الرئيس اللبناني ينحاز للأسد: "لولاه لكنّا أمام ليبيا ثانية"

الرئيس اللبناني ينحاز للأسد: "لولاه لكنّا أمام ليبيا ثانية"

20 نوفمبر 2016
موقف عون أول أوجه الانحياز (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

رأى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، أنه "لو خسر بشار الأسد الحرب، لكانت سورية تحولت إلى ليبيا ثانية"، معتبراً أن ذلك "لم يكن ليؤدي إلى السلام الإقليمي ويساهم في الأمن العالمي".

وأشار، في مقابلة مع مجلة "فرانس كاثوليك" (France Catholique) الفرنسية، إلى مناورات قام بها سياسيون لبنانيون لـ"منعه من العودة من المنفى الفرنسي"، كاشفاً عن "تدخلات من قبل وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية لإبقائه في فرنسا".


واعتبر عون أنه "لو حصل التمديد مرتين للجمعية الوطنية الفرنسية كما حصل لمجلس النواب اللبناني لأطلق ذلك ثورة شبيهة بالثورة الفرنسية عام 1789"، معتبراً "أن الحل الوحيد اليوم بانتخابات نيابية على أساس قانون عصري يحقق عدالة التمثيل وصحته".

ويأتي هذا الموقف الإقليمي للرئيس اللبناني نتيجة العلاقات الجيدة التي تربطه برأس النظام السوري، بشار الأسد، الذي زاره عام 2008، مُنهياً حالة العداء بين الطرفين؛ والتي أتت على خلفية رفض عون الوجود السوري في لبنان خلال ترؤسه الحكومة العسكرية عام 1988. كما كان الموفد الوزاري السوري الذي زار عون للتهنئة، من أول الوفود العربية التي زات قصر بعبدا الرئاسي بعد إنجاز التسوية السياسية اللبنانية.

ويُشكل الملف السوري أحد أبرز أشكال التداخل بين الوضع الداخلي اللبناني وبين الواقع الإقليمي، وسبق لعدد من السياسيين اللبنانيين أن ربطوا استقرار الواقع السياسي في البلاد بسقوط نظام الأسد في سورية. ولعل أبرز مثال على ذلك هو تصريح الرئيس المكلف، سعد الحريري، بأنه سيعود إلى بيروت بعد غيابه "لأسباب أمنية" من مطار دمشق الدولي، وهو ما لم يتحقق.

كما تُشكل الساحة السورية وتدخل "حزب الله" عسكرياً فيها، أحد أوجه ضعف الدولة اللبنانية عسكرياً وأمنياً وسيادياً مُقابل تحويل الحزب لمحافظة البقاع على حدود لبنان الشرقية مع سورية إلى قاعدة خلفية لإنشاءاته العسكرية في الداخل السوري، وتحديداً في محافظتي حمص وريف دمشق والقنيطرة، إلى جانب مشاركته في المعارك في مُختلف المحافظات السورية.

وبينما دعا الرئيس عون في خطاب القسم إلى تحييد لبنان عن المعارك الإقليمية، أتى رد "حزب الله" بتنظيم استعراض عسكري هو الأول من نوعه في مدينة القصير السورية، ليدعم به موقفه المُصر على ذكر عبارة "الجيش والشعب والمقاومة" في البيان الوزراي للحكومة قيد التشكيل. وهي العبارة التي تمنح سلاح "حزب الله" غطاء رسمياً لبنانياً بصرف النظر عن ساحة استخدامه، سواء كان في الجنوب اللبناني بمواجهة إسرائيل، أو في سورية والعراق واليمن.

ويرى مراقبون أن هذا الموقف لعون يُشكل أول أوجه الانحياز الإقليمي، رغم تأكيد الرئيس في خطاب القسم على احترام ميثاق "جامعة الدول العربية".