فلسطين: تأجيل النظر في الانتخابات يرسخ أجواء الارتباك والتشاؤم

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل
21 سبتمبر 2016
+ الخط -
أعاد قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية، بتأجيل جلسة النظر في الطعون المقدمة بشأن الانتخابات المحلية إلى 3 أكتوبر/ تشرين الأول أجواء التوتر والتشاؤم حيال مستقبل النظام السياسي الفلسطيني، لا سيما أن الإشكاليات التي تحيط بالانتخابات تعد حلقة جديدة في مسلسل طويل من تكلس النظام السياسي الفلسطيني بأكمله.


وبدت قراءات المختصين القانونيين والسياسيين متشائمة حيال إمكانية تجديد النظام السياسي عبر الوسائل الديمقراطية، في ظل تعثر قرار عقد الانتخابات المحلية، ما يعني أن الحديث عن تجديد شرعية المجلس الوطني، والمجلس التشريعي، ومؤسسة الرئاسة بات النقاش فيه غير واقعي.


ويرى الخبير القانوني، عصام عابدين، أن "قرار محكمة العدل العليا اليوم، شكل عملياً نهاية الطريق بالنسبة للانتخابات المحلية، ولا يمكن أصلاً تنفيذ الجدول الزمني وفق التواريخ المنصوص عليها بالقانون، لأن العملية الانتخابية ليست يوم الانتخابات، وإنما مسار كامل من الإجراءات المرتبطة بسياق وجداول زمنية".


وقال عابدين في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "هناك فرقاً أن يكون تعامل المحكمة مع قضية الانتخابات كقضية إدارية قابلة للتأجيل، أو التعامل معها كقضية إدارية عاجلة مرهونة بوقف معين إذا لم يتم حسمها فإن ذلك يعني إلغاء العملية الانتخابية، وهذا ما هو حاصل الآن".


وكانت المحكمة قد قررت التأجيل، بناء على طلب النيابة العامة التي لم تقم بتحضير بياناتها وعرضها في المحكمة، وذلك بعد أن قررت المحكمة ذاتها الوقف المؤقت للعملية الانتخابية في الثامن من الشهر الجاري.


وحذر عابدين من سيناريو مخيف يتلخص بالذهاب باتجاه الانتخابات في الضفة الغربية فقط.
وقال: "إذا ما حصل هذا السيناريو فإنه سيضع الجميع بمن فيهم لجنة الانتخابات المركزية في انعطافة حادة، وهذا أخطر سيناريو، ما يعني المزيد من الشرذمة، والأسوأ فقدان العملية الانتخابية جوهرها، وأعتقد أن هذا السيناريو سيكون وقعه صعباً على لجنة الانتخابات المحلية، لأن الهدف من الانتخابات بالأساس التوحيد بين الضفة وغزة، وأن تكون مرتكزاً للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، وأن تجدد النظام السياسي".



ويرى الإعلامي والمحلل السياسي، علاء الريماوي، أن الخيارات الممكنة على ضوء قرار المحكمة تتلخص بالتالي: "تغيير موعد الاقتراع وقبول الحالة التنافسية بتاريخ جديد وهذا مستبعد، وثانيا تسويغ المحكمة لقرار تبعية الانتخابات لمحاكم رام الله، يعني عدم قيامها بقطاع غزة، وتسويغ الانتخاب في الضفة الغربية وحدها وهذا ممكن، ولكن يتبعه قرار حقوقي خطير، وهذا على ما يبدو ما تدفع به جهات من طعم الرباعية العربية".


وتابع: "ما لدي من معلومات في كل الأحوال أن قوى كبيره في حركة "فتح" تسعى للتأجيل المطلق، وجهات أخرى تريد انتخابات بوزن الضفة الغربية، فيما ترى أوساط في "حماس" أن أي قرار حتى لو ألغيت الانتخابات في قطاع غزة تمكن مقارعة قوائم فتح في الضفة من خلال القوائم المدعومة، والقوائم المنافسة لـ"فتح"، الأمر الذي يفتح المجال أمام إرباك جديد للمشهد".


وكان من المفترض أن تبدأ الدعاية الانتخابية يوم السبت القادم، وتستمر عشرة أيام تليها فترة صمت انتخابي، قبل أن يبدأ الاقتراع في 8 أكتوبر/ تشرين الأول، لكن قرار المحكمة جعل لجنة الانتخابات تقرر أن اليوم المحدد لم يعد قابلا للتطبيق.


ويرى علي الجرباوي المحاضر في كلية العلوم السياسية بجامعة بيرزيت في رام الله: أن "المسألة ليست موضوعا حسابيا للأيام وإمكانية عقد الانتخابات زمنيا، بل المسألة سياسية بالأساس، أي طالما لا يوجد توافق سياسي على إجراء الانتخابات فإنها لن تتم".


وأوضح: "لو أن الانتخابات المحلية تمت في موعدها لأعطت إشارة جيدة على إمكانية وجود انتخابات تشريعية ورئاسية، لكن في ظل عدم القدرة على عقد انتخابات محلية، سيكون من الصعب جدا التفكير بالانتخابات التشريعية والرئاسية، ما يدل على مقدار تكلس النظام السياسي الفلسطني".

ذات صلة

الصورة
لا بهجة بعيد الأضحى في غزة، 15 يونيو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يطلُّ عيد الأضحى هذا العام على أهالي قطاع غزة وسط أجواء من الحسرة والفقد والنزوح والبعد عن منازلهم، التي أجبروا مكرهين على تركها تحت تهديد القصف.
الصورة
عشرات الشهداء في مجزرة مخيم النصيرات (محمد الحجار)

مجتمع

خلفت مجزرة مخيم النصيرات عشرات من الشهداء والجرحى الذين كانوا من بين الناجين من مجازر إسرائيلية سابقة، وآخرين عاشوا مرارة النزوح المتكرر والجوع.
الصورة
مسيرة في رام الله تنديداً بمجزرة مخيم النصيرات، 8 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج العشرات من الفلسطينيين في شوارع مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، مساء السبت، منددين بمجزرة النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
الصورة
الشهيد آدم فراج هو ابن شهيد أيضاً (العربي الجديد)

مجتمع

كان الفلسطيني آدم فراج يستعد لحفل زفاف شقيقته حين عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى قتله على سطح قاعة الأفراح وترك ينزف حتى الموت، ليتحجز الاحتلال جثمانه.
المساهمون