خلافات "العدالة والتنمية" تنعكس على الانتخابات التشريعية الجزئية المغربية

المغرب: خلافات "العدالة والتنمية" تنعكس على الانتخابات التشريعية الجزئية

06 أكتوبر 2017
مني "العدالة والتنمية" بهزيمة في ثلاث مدن(Getty)
+ الخط -

يبدو أن الخلافات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب قد ألقت بظلالها على نتائج الانتخابات التشريعية الجزئية، التي جرت أمس الخميس، ومني الحزب بخسارة في عدد من المدن، في وقت لمع فيه نجم حزب "الأحرار".

وخسر "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة، في ثلاث مدن هي أغادير وتارودانت وبني ملال، فيما اكتسح حزب "الأحرار" انتخابات أغادير وتارودانت، وفاز حزب "الأصالة والمعاصرة" بمقعد بني ملال.

نتائج حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات الجزئية، التي تنظم بناء على قرار المحكمة الدستورية بإعادة الاقتراع في بعض الدوائر استجابة للطعون المقدمة، وصفتها القيادية في الحزب الأغلبي، أمينة ماء العينين، بكونها نتائج كارثية، داعية إلى "الصراحة والوضوح وإجراء النقد الذاتي اللازم أمام المواطنين".

بدوره، قال الباحث إدريس الكنبوري لـ "العربي الجديد"، إن نتائج الانتخابات البرلمانية الجزئية الأخيرة أسفرت عن أمرين، الأول تراجع ملموس لحزب العدالة والتنمية، والثاني تقدم ملحوظ لحزب التجمع الوطني للأحرار.

وأشار إلى أنه "رغم أن الانتخابات الجزئية لا يمكن أن تكون مقياسا لقياس مدى التقدم أو التأخر لدى فصيل سياسي معين، لأنها تجري خارج الموسم الانتخابي العادي، إلا أنها تعد مؤشرا سياسيا دالا على مكانة كل حزب بعد انتخابات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2016.

كما لفت إلى أن "حزب العدالة والتنمية يبدو أنه دفع ثمن الصراع الحاصل داخله ما بين الأمانة العامة ورئاسة الحكومة، لأن هذه الخلافات أعطت رسالة سلبية عن الحزب للرأي العام، مفادها أن الحزب رغم أنه يقود الحكومة إلا أنه غير جاد في التركيز على التدبير الحكومي، ودخل في خصومات سياسية تدور حول النفوذ والتموقع".

كما اعتبر أن "هذا الحزب يعيش اليوم بخطابين، خطاب المعارضة الذي يمثله الأمين العام عبد الإله بنكيران وتياره داخل الحزب، وخطاب الموالاة الذي يدافع عنه تيار الوزراء وأنصاره داخل الحزب"، مضيفا عاملا آخر هو تواضع الأداء الحكومي خلال الفترة الماضية منذ تعيين حكومة سعد الدين العثماني، والفشل في التعاطي مع ملف حراك الريف.

أما التقدم الذي أحرزه التجمع الوطني للأحرار، بحسب الكنبوري، فيؤكد المؤشرات التي سبق تداولها، والتي تشير إلى أن الحزب أصبح يمثل بديلاً بالنسبة للدولة عن حزب "الأصالة والمعاصرة"، الذي فقد الكثير من بريقه السياسي في الفترة الماضية، وفشل في أن يكون جسرا منيعا أمام الإسلاميين في "حزب العدالة والتنمية".