إنزال العلم الكردي في كركوك تزامناً مع وصول قيادات عسكرية

11 يناير 2019
تشهد كركوك منذ الأربعاء احتقاناً سياسياً وأمنياً(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
بدأ حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" إنزال أعلام إقليم كردستان من فوق مقراته في مدينة كركوك شمالي العراق، وذلك بالتزامن مع وصول قيادات عسكرية رفيعة المستوى إلى المدينة، قادمة من بغداد، للقاء مسؤولين محليين وقيادات أمنية.

وتسبّب رفع أعلام إقليم كردستان العراق، يوم الثلاثاء، بأزمة داخل كركوك التي يتعايش فيها العرب والتركمان والأكراد منذ قرون طويلة، حيث رفضت أحزاب وقوى عربية وتركمانية الخطوة، واعتبرتها تصعيداً من قبل الأحزاب التي تعتبر كركوك مدينة كردية، وتطالب بضمّها إلى حدود إقليم كردستان العراق.

ويتمتّع إقليم كردستان العراق بحكم شبه مستقل عن بغداد، منذ الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003.

وقال مسؤول محلي في كركوك، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "خمسة أعلام للإقليم كانت مرفوعة في كركوك، تم إنزالها من قبل مسؤولين أكراد بحزب الاتحاد، من بينها العلم الموجود في قلعة كركوك التاريخية، بينما تبقّى فقط العلم المرفوع فوق مبنى حزب الاتحاد الكردستاني، وهو مرفوع إلى جانب العلم العراقي".

وأكد المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته أنّ "الخطوة مؤشر جيد على استجابة الأكراد لأوامر رئيس الحكومة العراقي عادل عبد المهدي، ومن شأنها أن تخفف حدة الاحتقان الحالي".

في الأثناء، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية عربية وكردية، عن مصادر داخل كركوك، أنّ الخطوة جاءت بعد مهلة منحها عبد المهدي للقادة الأكراد، تنتهي مساء اليوم الجمعة، من أجل إنزال الأعلام بأنفسهم، أو أن تتولّى القوات الاتحادية ذلك.

ولفت عبد المهدي، وفق ما نُقل عنه، إلى أنّ الرئيس العراقي برهم صالح، تدخّل لإنهاء التوتر الحالي في كركوك، من أجل الضغط على الأكراد بعدم التصعيد.

إلى ذلك، حذّر حزب "الحق" التركماني، من "فتنة قد تطاول كركوك"، مشيراً، في بيان، اليوم الجمعة، إلى أنّ انتشار مقاطع فديو تظهر رفع الأعلام الكردية في كركوك، "تسبّب بردود فعل رافضة بعضها يحمل التهديد والوعيد"، مؤكداً أنّ "كركوك تابعة إلى الحكومة الاتحادية في بغداد وفقاً للدستور، ورفع الأعلام غير العراقية فيها يمثل أمراً غير قانوني".

وعبّر الحزب عن خشيته من العودة إلى مظاهر العنف التي عانت منها كركوك في السابق، محذراً من أنّ "مثل هذه التصرفات قد تتسبّب بحدوث شرخ، وتبعات لا تحمد عقباها".

وتزامناً، أكد ضابط في شرطة كركوك، لـ"العربي الجديد"، أنّ القوات العراقية تنتشر، منذ أمس الخميس، بشكل مكثف في جميع مناطق المحافظة، لافتاً إلى إصدار توجيهات تمنع إطلاق الشعارات القومية، أو رفع الأعلام غير العراقية في الشوارع، لمنع إثارة الحساسية بين المكونات.

وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إنّ قائد قوات مكافحة الإرهاب في العراق، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، وصل، أمس الخميس، إلى كركوك، مع عدد من القيادات العسكرية الأخرى، موضحاً أنّ الساعدي التقى الضباط العراقيين المسؤولين عن أمن المحافظة.

ولفت المصدر إلى أنّ وصول رئيس جهاز مكافحة الإرهاب إلى كركوك، جاء في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة أزمة خانقة على خلفية رفع الأعلام الكردية، متوقعاً أن يكون الساعدي قد حمل معه خططاً لحفظ الاستقرار في كركوك.


وفي السياق، حذّر أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق، من احتمال تفاقم الأزمات في محافظة كركوك، وبلدة سنجار بمحافظة نينوى، مشيراً، في تغريدات على "تويتر"، إلى أنّ "المنطقتين تقعان ضمن العاصفة المقبلة، وعلى العراقيين حل أزماتهم قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة"، كما قال.

وأضاف أنّ "هذه الأزمات تحتوي مجموعة خلافات سياسية وقومية ودولية"، محذراً من "احتمال تربّص الإرهاب لنتائجها".


وتشهد محافظة كركوك شمالي العراق، منذ الأربعاء الماضي، احتقاناً سياسياً وأمنياً على خلفية قيام أحزاب كردية برفع علم إقليم كردستان العراق فوق مقراتها، وهو أمر لاقى رفضاً من قبل عرب وتركمان المحافظة.