الأمن السوداني يطوق جامعة الخرطوم... وإطلاق سراح مريم الصادق المهدي

30 يناير 2019
الشرطة السودانية تمنع الأساتذة من الاحتجاج (أشرف شاذلي/فرانس برس)
+ الخط -
طوقت قوات من الشرطة والأمن السوداني، اليوم الأربعاء، مباني جامعة الخرطوم، كبرى الجامعات في البلاد، ومنعت دخول أساتذة الجامعة الذين أعلنوا عن وقفة احتجاجية دعماً للحراك المعارض، في حين أطلق سراح نائبة رئيس حزب الأمة القومي المعارض، مريم الصادق المهدي، بعد ساعات من اعتقالها.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدداً من الأساتذة نجحوا في الدخول إلى مقر الجامعة، ونفذوا الوقفة الاحتجاجية، رغم العدد القليل من الحضور".

وكان أكثر من خمسمئة أستاذ من الجامعة قد وقعوا على مذكرة تنص على مقترح يقضي بتنحي الرئيس عمر البشير وتشكيل حكومة انتقالية إضافة لمقترحات أخرى.

وفي وقت سابق، أعلنت اللجنة التمهيدية الخاصة بالأساتذة في بيان، أن الهدف من نشاط الأساتذة هو تحقيق انتقال سلمي للسلطة ودعم الحراك الثوري الحالي في البلاد، والإصغاء إلى مطالب المتظاهرين العادلة، والسعي إلى إيجاد آلية للانتقال السلمي للسلطة.



ولفتت اللجنة إلى أن مقترحاتها وجدت قبولاً واسعاً من أطياف المجتمع السوداني. ومن المقرر أن تعقد اللجنة مؤتمراً صحافياً، اليوم، لتوضح المزيد حول تلك المقترحات.

والشهر الماضي، نفذ أساتذة جامعة الخرطوم وقفة احتجاجية في الشارع العام، اعتقلت الأجهزة الأمنية خلالها عدداً منهم.

وقال الأساتذة المعتقلون، حينها، إنّهم "عوملوا معاملة سيئة لا تتناسب ومكانتهم الأكاديمية" ما أثار جملة من الانتقادات، الأمر الذي دفع بجهاز الأمن والمخابرات لإطلاق سراحهم جميعاً مع الاعتذار لهم.

وقبل أسابيع، وقّع عشرات الأساتذة من جامعة النيلين مذكرة مماثلة.

إلى ذلك، دعت المعارضة السودانية، وفي مقدمتها تجمع المهنيين السودانيين، في بيان أمس إلى تظاهرات ليلية في أحياء العاصمة الخرطوم، مؤكدة أنه لا تراجع عن استمرار التظاهرات إلا بسقوط النظام.

في الأثناء، كشفت مصادر في حزب "الأمة القومي" المعارض، أن السلطات الأمنية أفرجت عن نائبة رئيس الحزب، مريم الصادق المهدي، بعد ساعات من اعتقالها.

واعتقلت مريم الصادق من منزلها اليوم بعد خمسة أيام من خطبة رئيس الحزب الصادق المهدي، الجمعة الماضية، والتي أعلن فيها دعمه ومشاركته المطلقة في الحراك الشعبي، كما طالب بتنحي البشير في تفاوض مرتب له.



في المقابل، أعلن جهاز الأمن والمخابرات أنه أطلق سراح (186) من الشباب الذين تم اعتقالهم في الاحتجاجات الأخيرة، وذلك بمبادرة من المدير العام للجهاز الفريق صلاح عبدالله قوش، خلال زيارته معتقلين بسجن الهدى في أم درمان.

وذكرت نشرة صحافية صادرة عن الجهاز، أمس الثلاثاء، أن قوش أجرى حواراً مع الشباب، توصل من خلاله إلى تفاهمات حول الأسباب التي دعت الشباب للتظاهر، مشيرة إلى أن خلاصة التفاهمات انتهت بتكوين لجنة من الشباب المعتقلين، لبحث القضايا التي دعت للتظاهر والسعي لحلها عبر النقاش والحوار.

وبث التلفزيون الحكومي وقنوات تلفزة أخرى مقاطع فيديو لمفرج عنهم يقبلون فيها بالحوار مع الحكومة، غير أن ناشطين اعتبروا ما جاء في تلك المقاطع مجرد مسرحية.

وتدخل الاحتجاجات الشعبية أسبوعها السابع، حيث سقط خلالها 30 قتيلاً، حسب ما تقوله الحكومة، وأكثر من 50 قتيلاً، حسب رواية المعارضة.

وتتهم الحكومة أحزابا سياسية باستغلال التظاهرات السلمية لتنفيذ أجندة لزعزعة الاستقرار والأمن في البلاد، كما اتهمت جهات خارجية بالوقوف وراء ما يحدث في السودان، مع اتهام وسائل الإعلام الخارجية بتضخيم الأحداث.

دلالات

المساهمون