العالم يحبس أنفاسه بعد جريمة مينيابوليس... احتجاجات وانتقادات

31 مايو 2020
تظاهرة مناهضة للعنصرية في برلين بعد جريمة مينيابوليس-Getty
+ الخط -

حبس العالم أنفاسه، خلال الأيام الخمسة الماضية، من الاحتجاجات المدنية التي شهدتها مدن أميركية عدة، عقب مقتل أميركي من أصل أفريقي أثناء اعتقاله على يد الشرطة، لكن هذه الاحتجاجات لم تكن مفاجئة، فلم تعد الجرائم العنصرية تثير دهشة حتى أقرب حلفاء أميركا، على الرغم من مشاهدة الكثيرين تغطية الاحتجاجات التي شابها العنف في كثير من الأحيان، بقلق بالغ.

وتصدّرت صور السيارات المحترقة وشرطة مكافحة الشغب الأميركية، الصفحات الأولى للصحف في جميع أنحاء العالم، اليوم الأحد، بدلاً من أخبار جائحة فيروس كورونا التي هبطت إلى المرتبة الثانية في الاهتمام والتغطية.

وتُوفي جورج فلويد في 25 مايو/أيار الحالي في مينيابوليس، بعد أن ضغط ضابط شرطة أبيض بركبته على عنقه، في أحدث سلسلة من مقتل الرجال والنساء السود على أيدي الشرطة في الولايات المتحدة.

وفي العاصمة الألمانية برلين، احتج ما يقارب 1500 شخص، الأحد، تحت شعار "العدالة لجورج فلويد"، وذلك على خلفية مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد، الذي توفي الاثنين الماضي على يد شرطي في مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا. 

وشارك في الاحتجاجات حوالي 1500 شخص من مختلف الأطياف السياسية والمجتمع المدني، مطالبين بالعدالة لفلويد، كما عرضوا ملصقات حملت شعارات "لا أستطيع التنفس"، و"أن تكون أسود ليس جريمة"، علما أن الترخيص للتظاهرة منح الحق لحوالي 100 شخص فقط بالمشاركة. 

وذكرت الشرطة الألمانية أن مسيرة برلين جرت بطرق سلمية.

وتظاهر، أمس السبت، حوالي 2000 شخص أمام سفارة الولايات المتحدة في برلين. وأشارت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية إلى أن الدعوة للتظاهرة أتت بمبادرة عبر الإنترنت.

وتجمّع الآلاف في وسط لندن، اليوم الأحد، لدعم المتظاهرين الأميركيين، وهم يرددون "لا عدالة! لا سلام!''، ملوّحين بلافتات، حيث تجاهل المتظاهرون تدابير التباعد الاجتماعي لكبح تفشي الوباء.

وفي إيطاليا، كتب مراسل صحيفة "كورييري ديلا سيرا" في الولايات المتحدة، ماسيمو غاغي، أن ردّ الفعل على مقتل فلويد كان "مختلفاً" عن الحالات السابقة التي قُتل فيها أميركيون سود على أيدي الشرطة واستمرار العنف. وكتب غاغي: "هناك حركات سوداء غاضبة لم تعد تقنع بالمقاومة السلمية"، مشيراً إلى تحذير حاكم ولاية مينيسوتا من أن "الجماعات الفوضوية والجماعات التي تنادي بسيادة البيض تحاول تأجيج الفوضى".


وفي البلدان ذات الحكومات الاستبدادية، سلّطت وسائل الإعلام الحكومية الضوء على الفوضى والعنف في المظاهرات الأميركية، بهدف تقويض انتقادات المسؤولين الأميركيين لدولهم.
ففي الصين، نظرت الحكومة إلى الاحتجاجات من منظور انتقاد الحكومة الأميركية لقمع الصين للاحتجاجات المناهضة للحكومة في هونغ كونغ. وغرّد رئيس تحرير صحيفة "غلوبال تايمز" المملوكة للدولة، هو شي جين، عبر "تويتر"، قائلاً إن المسؤولين الأميركيين يمكنهم الآن رؤية الاحتجاجات من نوافذهم الخاصة: "أريد أن أسأل رئيسة مجلس النواب بيلوسي والوزير بومبيو: هل يجب أن تدعم بكين الاحتجاجات في الولايات المتحدة، مثلما مجدّتم مثيري الشغب في هونغ كونغ؟".

وأشارت هوا تشونينغ، وهي متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إلى الاضطرابات العرقية الأميركية بتغريدة: "لا أستطيع التنفس"، وهو ما قاله فلويد قبل وفاته.

وفي إيران، التي قامت بقمع المظاهرات في كلّ أنحاء البلاد، وبقتل المئات واعتقال الآلاف وتعطيل الوصول إلى الإنترنت في العالم الخارجي، بث التلفزيون الحكومي مراراً صور الاضطرابات الأميركية. وأسهب أحد مذيعي التلفزيون في وصف "مشهد مروع من نيويورك، حيث هاجمت الشرطة المتظاهرين". واتهم تقرير تلفزيوني حكومي آخر، الشرطة الأميركية في واشنطن "بإشعال النار في السيارات ومهاجمة المتظاهرين"، من دون تقديم أي دليل.


كما أعربت روسيا عن عدم دهشتها. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "هذا الحادث ليس غريباً عن الحادثة الأولى في سلسلة من السلوك غير القانوني والعنف غير المبرر من سلطات تطبيق القانون الأميركية". وأضافت "الشرطة الأميركية ترتكب مثل هذه الجرائم الكبيرة في كثير من الأحيان".

كما كانت هناك تعابير تضامن مع المتظاهرين، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، أغرق المتظاهرون اللبنانيون المناهضون للحكومة وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات متعاطفة مع المحتجين الأميركيين، باستخدام هاشتاغ "أميركا تنتفض"، في تقليد لشعار حركة الاحتجاج في لبنان- "لبنان ينتفض"- التي اندلعت في 17 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. وفي غضون 24 ساعة، أصبح هاشتاغ "أميركا تنتفض" الرقم 1 في لبنان.

(أسوشييتد برس)

المساهمون