قبائل اليمن على خط مواجهة قوات الحوثيين والرئيس المخلوع

13 ابريل 2015
تعد مأرب التجمع الأبرز لمسلحي القبائل المناوئين لجماعة الحوثي(الأناضول)
+ الخط -

لا ينقطع الحديث، منذ بدء عملية "عاصفة الحزم"، عن أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه القبائل المناوئة للحوثيين والرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، في المعركة المتواصلة.
وما يعزز هذا الاعتقاد ارتفاع وتيرة التحركات القبلية في اليمن للقيام بعمليات ميدانية مسنودة جوياً من "عاصفة الحزم"، بعد العدد الكبير من الضربات التي تعرضت لها القوات الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع، وقطع إمداداتها في العديد من المناطق، الأمر الذي من شأنه أن يحدث فارقاً في القدرات على الأرض لصالح القبائل وما يعرف بـ"المقاومة الشعبية".

وفيما كانت التحركات القبلية في المحافظات الجنوبية قد بدأت بالتزامن مع بدء "عاصفة الحزم"، انضمت محافظات أخرى إلى هذه التحركات، وخصوصاً محافظة إب، جنوبي غرب البلاد. وشهدت خلال الأيام الماضية العديد من الهجمات من قبل القبائل على مجاميع المسلحين الحوثيين، بالتزامن مع تحركات في محافظات أخرى، أبرزها مأرب والبيضاء وتعز. وعلمت "العربي الجديد" أن شيوخ قبائل من مناطق متفرقة يتواجدون في الرياض حالياً.  

وتعد مأرب التجمع الأبرز لمسلحي القبائل المناوئين لجماعة الحوثي، والذين كانوا قد احتشدوا منذ أشهر في المحافظة النفطية التي تقع وسط اليمن، ومنعوا الحوثيين من التقدم فيها. وتضم مجاميع القبائل في مأرب الآلاف من المقاتلين ويحسبون على حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي يتمتع بولاءات قبلية في العديد من المناطق، ويعد الخصم السياسي الأبرز لجماعة الحوثيين. وجاءت التحركات الأخيرة بعد إعلان الإصلاح، في بيان صريح، تأييده "عاصفة الحزم"، اعتقل بسببه المئات من أعضائه.

اقرأ أيضاً: "عاصفة الحزم": اليمن والخيار الصعب

ويرى متابعون أن التحرك القبلي، إذا ما بدأ بشكل منظم، فإن مأرب ستكون من أهم ركائزه، لكونها المحافظة الوسط التي لم يدخلها الحوثيون حتى اليوم. ويتمتع أفرادها بخبرات قتالية، وكانوا قد بدأوا التحركات منذ وقت مبكر، لتشكيل ما أطلقوا عليه "جيش إقليم سبأ"، والذي يضم رجال قبائل من محافظتي الجوف ومأرب المتجاورتين. وكان المتحدث باسم "عاصفة الحزم" قد أعلن قبل يوم، عن وجود وحدات عسكرية في مأرب أبلغت بولائها لـ"الشرعية"، بالترافق مع قرار أصدره الرئيس، عبدربه منصور، بتعيين العميد عبدالرب الشدادي، قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة التي تضم مأرب وشبوة والجوب. ويعد الشدادي قائداً للواء 312 مدرع، وهو من المحسوبين على اللواء، علي محسن الأحمر، المتواجد في السعودية.

وفي تعز، ثالث أهم المدن اليمنية، وهي أقرب المدن الشمالية إلى عدن، كّثف التحالف خلال الأيام الماضية غاراته على اللواء 22 مدرع الموالي للرئيس المخلوع، بالتزامن مع تحرك اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية لاستلام المدينة، وبدا أن الغارات الجوية تهدف لشلّ قدرات القوات الموالية للحوثيين وصالح، وتشجيع القوات العسكرية والقبلية على التحرك للسيطرة على المدينة.

ووفرت "عاصفة الحزم" توزاناً يشجع القبائل المناوئة للحوثيين على التحرك، بعد أن كان عامل القوة والمعدات في الأشهر الماضية في مصلحة الحوثيين، خصوصاً بعد سيطرتهم على العاصمة، وتمكنهم من استخدام أجهزة وقوات الدولة.

ويسعى التحالف العشري، الذي تقوده السعودية، لتحريك القبائل لإحداث تقدم على الأرض بالموازاة مع الضربات التي يتلقاها الحوثيون من الجو، بما يقلل الحاجة لتدخل بري، يحذر منه الخبراء ويرون أنه مغامرة قد تنتج عنها خسائر، وخصوصاً مع تجربة سابقة للقوات المصرية في ستينيات القرن الماضي، بالمشاركة المباشرة مع الجمهوريين، إلا أن الآلاف من المصريين قتلوا في اليمن.

ومع ذلك، لا يزال التدخل البري مطروحاً، وهو ما أكده المتحدث باسم التحالف، أحمد عسيري، الذي أشار إلى أن التدخل البري، قد يتم متى ما دعت الحاجة إليه. وفي السياق نفسه، تذهب أغلب التوقعات إلى أن التدخل البري، إذا بدأ سيكون من مدينة عدن، ويتم بالترافق مع تشجيع المجاميع القبلية في مأرب وغيرها من المدن على التحرك لقطع إمدادات وخطوط الحوثيين والسيطرة على المواقع، التي يتعرضون فيها لخسائر كبيرة جراء ضربات التحالف، والتي بلغت حتى أول من أمس 1200 طلعة جوية، استهدفت مواقع عسكرية ومخازن سلاح في مناطق متفرقة من البلاد.

وقدم التحالف إسناداً بالمعدات العسكرية والأسلحة للجان الشعبية الجنوبية في عدن وما حولها، خلال الأيام الماضية، ومن المتوقع أن يستمر الدعم للقبائل في الجبهات التي من الممكن أن تفتحها القبائل، وأغلبها من المحسوبة على حزب الإصلاح، خصوصاً في المحافظات الشمالية.

اقرأ أيضاً: اليمن: التدخل البرّي ينتظر حليفاً قويّاً