حرب الجواسيس بين الحليفين الأميركي والإسرائيلي

25 مارس 2015
جدل بخصوص تجسّس إسرائيل على أميركا (Getty)
+ الخط -
لم يمر كشف صحيفة "وول ستريت جورنال" عن عمليات التجسس التي قامت بها إسرائيل داخل الولايات المتحدة الأميركية لمعرفة آخر التطورات بخصوص الملف النووي الإيراني، مرور الكرام، بل تابعته باهتمام بالغ معظم المنابر الإعلامية الأميركية. ونقل موقع "فورين بوليسي" في هذا الصدد، أن هذا الخبر يضع دليلاً ملموساً آخر على حدة الخلاف بين البلدين حول المفاوضات التي تجري بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وذكر الموقع أن تجسس واشنطن على غريم كان بدوره بصدد التجسس على الولايات المتحدة ليس بالأمر الذي يدعو للدهشة، موضحاً أنه رغم مرور عقود على تعبير قادة البلدين عن وجود "علاقة خاصة" تجمعهما، إلا أن المصالح الاستخبارية كانت دائماً تنظر بعين الريبة والشك لكل التحركات. واستدل الموقع على ذلك بعدة كتب وتصريحات موظفين سابقين وتقارير إخبارية كانت تشير كلها لقيام إسرائيل بجعل الولايات المتحدة هدفاً لحملات تجسس شرسة لا يوجد لها مثيل في أي بلد من العالم.

وبخصوص تجسس أميركا على إسرائيل، ذكر مقال "فورين بوليسي" أنه لا توجد سوى معلومات ضئيلة حول الجهود الأميركية للتجسس على إسرائيل، مؤكداً أن واشنطن تجمع بين الفينة والأخرى معلومات استخباراتية حول حليفها الإسرائيلي المزعزم، لا سيما كل ما يتعلق بإمكانية قيام إسرائيل بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
كما أوضح المقال أن التجسس الإسرائيلي على أميركا شمل أيضاً القطاع الصناعي، وعدّد في هذا الصدد الحالات المعروفة التي تمكنت فيها إسرائيل من سرقة التكنولوجيا والاختراعات الأميركية، كحصولها على اليورانيوم الكافي لإطلاق البرنامج النووي الإسرائيلي من خلال سرقته من مفاعل نووي ببنسيلفانيا. وتوقف المقال كذلك عند حوادث أخرى، مثل الإمساك بمواطنين يحملون الجنسية الإسرائيلية وهم يسرقون التكنولوجيا المستخدمة في صناعة أنابيب سلاح المدفعية، وكذا اتهام عملاء لإسرائيل بسرقة مخططات لنظام للاستشعار، وغيرها من الحالات.

أعمال التجسس هذه أثارت قلق المسؤولين الأميركيين لدرجة اعتراضهم بشراسة داخل الكونغرس على إدراج إسرائيل ضمن البلدان المعفاة من تأشيرة الرحلات، وهو الأمر الذي يتخوف الأميركيون من أن يسهّل "مأمورية" تنقل عملاء إسرائيل بحرية أكبر إلى داخل الولايات المتحدة الأميركية.


ولم يغفل المقال الإشارة إلى أن الجواسيس الأميركيين ونظرائهم الإسرائيليين اشتغلوا في حالات عديدة بتنسيق تام في ما بينهم، مثل اشتغالهم سويّاً على زرع فيروس داخل أنظمة الكومبيوتر التي تتحكم في المنشآت الصناعية الإيرانية ونجاحهم في تدمير عدد من الآليات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.