العراق: إجبار نازحي الأنبار على العودة لمناطقهم المدمّرة

العراق: إجبار نازحي الأنبار على العودة لمناطقهم المدمّرة

23 يوليو 2016
مناطق الأنبار تعاني خراباً كبيراً (أحمد الرباعي/ فرانس برس)
+ الخط -
تمارس بعض الحكومات المحليّة في العراق، ضغوطا على نازحي محافظة الأنبار، لإجبارهم على العودة إلى مناطقهم، على الرغم من حجم الخراب الكبير وانعدام الخدمات فيها، فيما دعا مجلس المحافظة تلك الحكومات إلى التريث في عملية إعادة النازحين.


وقال عضو في مجلس محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حكومتي محافظتي بابل وكربلاء، ومسؤولون فيها، يضغطون بشكل كبير على نازحي محافظة الأنبار، لإجبارهم على العودة إلى مناطقهم، على الرغم من حجم الخراب الكبير الذي تشهده"، مبيّنا أنّ "الضغوط وصلت حدّ التهديد بالاعتقال لكل من يرفض العودة".


وأشار إلى أنّ "تلك الضغوط أجبرت بعض العوائل على العودة رغم المعاناة الشديدة في مناطقهم، وحجم الخراب الكبير فيها"، مبيّنا أنّ "الضغوط مستمرّة على جميع العوائل في هاتين المحافظتين".

كما لفت إلى أنّ "النازحين اتصلوا بنا، ويناشدون الجهات المسؤولة والحكومة بالوقوف إلى جانبهم، ومراعاة ظروفهم القاسيّة، وعدم إجبارهم على العودة في الوقت الحالي".

من جهته، دعا مجلس محافظة الأنبار المحافظات ومسؤوليها إلى "التريّث بإعادة نازحي الأنبار".

وقال رئيس المجلس، صباح كرحوت، لـ"العربي الجديد"، إنّ مدن محافظة الأنبار التي تم تحريرها أخيراً، بحاجة إلى وقت كي يتم تنظيفها وإعادة الخدمات لها"، مبيّنا أنّ تلك المدن تعاني خرابا كبيرا، وأنّ العمل مستمر فيها لإصلاحها".

وشدد على أنّه "في هذا الظرف لا يمكن عودة النازحين إليها، لأنّ بعض المناطق غير صالحة للسكن حتى الآن"، مطالباً محافظة كربلاء والمحافظات الأخرى بـ"التريث وعدم إعادة النازحين من أهالي الأنبار إلى المحافظة".

بدوره، دعا رئيس لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانيّة، رعد الدهلكي، إلى "عقد جلسة برلمانيّة استثنائية لمناقشة الوضع المأساوي الذي يعيشه النازحون، نتيجة التقصير الواضح من قبل الحكومة تجاههم".

ودعا الدهلكي في بيان صحافي، إلى "استضافة وزيري المالية والهجرة والمهجرين، واللجنة العليا للإغاثة، في هذه الجلسة الاستثنائية، لعرض المعوقات التي تقف أمام عدم تلبية مطالب النازحين، والتي تعتبر أبسط مقومات الحياة الإنسانية". كما رأى أنّ "هناك تقصيرا واضحا من قبل الجميع تجاه تلك الشريحة، بل إنّ الشعب مهدد بإبادة جماعية، نتيجة فقدان كل ما من شأنه أن يديم لهم الحياة".

يُذكر أنّ أغلب مناطق محافظة الأنبار تعاني من خراب كبير في كافة مفاصلها، بسبب المعارك التي دارت فيها ضدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، فضلا عن استهداف المنازل والدوائر الحكوميّة من قبل مليشيا "الحشد الشعبي"، خصوصاً في مدينة الفلوجة.

المساهمون