ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها إن القاذفة لم تقلع من الأرض، بل واصلت السير بسرعة حوالي 400 كيلومتر/ساعة، إلى أن انحرفت بعد ثوان معدودة عن المدرج، ما أسفر عن مقتل قائدها يوري ميدفيدكوف وملاحها يوري كوبيلوف، ليتجاوز العدد المعلن للضحايا في صفوف القوات الروسية في سورية 40 قتيلاً.
وفي الوقت الذي وجه فيه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أسباب الحادثة، أوضح مصدر مقرب من اللجنة لـ"كوميرسانت"، أن الطائرة "لم تكن في وضع الإقلاع"، إما نتيجة لخطأ الطاقم وإما لعطل فني وإظهار الأجهزة أن الطائرة جاهزة للإقلاع رغم أنها لم تكن كذلك.
وأضاف المصدر أن الطيارين حاولا حتى آخر لحظة الصعود بالطائرة، ولكن بعد الوصول إلى سرعة الإقلاع لم يتمكنا لا من إيقافها ولا من القذف بنفسيهما. وبعد تجاوزها خط المدرج، اصطدمت الطائرة بالأرض واشتعلت، ثم انفجرت، ما لم يترك أي فرصة لنجاة الطاقم.
ومع ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن الطائرة خضعت لكافة الفحوصات الفنية قبل تحركها، بينما عرف الطياران بخبرتهما وتنفيذهما طلعات قتالية في سورية مراراً.
وتعتبر هذه ثاني قاذفة من طراز "سوخوي-24" تخسرها روسيا منذ بدء عمليتها العسكرية في سورية، إذ أسقطت أولاهما من قبل سلاح الجو التركي في نهاية عام 2015 وسط توجيه أنقرة اتهامات إلى موسكو باختراق مجالها الجوي مقابل إصرار موسكو على أن الطائرة كانت تحلق ضمن المجال الجوي السوري.