واصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم في بغداد وكربلاء، ليل الأحد، على الرغم من استخدام الأمن العراقي القوة لتفريقهم، إذ تسبب إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية واستخدام الهراوات بسقوط عشرات المصابين بجروح وحالات اختناق.
متظاهرو كربلاء قضوا ليلتهم أمام مبنى مجلس محافظة كربلاء في محاولة لاقتحامه، وقاموا بحرق بوابة مجلس المحافظة، كما قطعوا الشارع المؤدي إلى مبنى المجلس من خلال حرق الإطارات.
وقالت مصادر محلية إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية كما استخدمت الهراوات لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أكثر من 40 متظاهراً، مشيرة إلى قيام الشرطة العراقية باعتقال عدد من المحتجين الذين حاولوا اقتحام مجلس المحافظة.
وفي العاصمة بغداد، حاولت قوات الأمن التضييق على متظاهري ساحة التحرير بهدف إرغامهم على الانسحاب، إلا أن المحتجين أصروا على البقاء في الساحة وصولاً إلى مدخل جسر الجمهورية المؤدي للمنطقة الخضراء.
ونتج عن الأحداث الأمنية المتسارعة التي رافقت التظاهرات مواقف سياسية دعا بعضها لاستقالة الحكومة، في حين أكد البعض الآخر على دعم حكومة عادل عبد المهدي.
وفي السياق، طالبت "جبهة الإنقاذ والتنمية" التي يترأسها أسامة النجيفي باستقالة الحكومة، وتشكيل حكومة مؤقتة لحين إجراء انتخابات مبكرة، مؤكدة في بيان على ضرورة تجميد عمل مجلس النواب، وأن لا يجتمع إلا للضرورة مثل التصويت على تعديل قانون الانتخابات.
في هذه الأثناء، عقد "تحالف القوى العراقية" الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي اجتماعاً طارئاً في وقت متأخر من ليل الأحد – الاثنين لمناقشة الأحداث التي رافقت التظاهرات.
وأكد التحالف أنه يدعم القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المتظاهرين والممتلكات وفرض الأمن والاستقرار، مشدداً في بيان على ضرورة تطبيق إجراءات استثنائية وسريعة لمحاربة الفاسدين، ووضع آليات تكون نتائجها ملموسة على أرض الواقع.
ودعا التحالف إلى بناء مؤسسات الدولة وحصر السلاح بيدها والحفاظ على سيادة البلاد من التدخلات الخارجية، مطالباً الحكومة بجدول زمني للإصلاحات التي وعدت بها. وبيّن أن للمتظاهرين الحق بالتظاهر، لافتاً إلى وجود من يريد أن يتصيد في الماء العكر وحرف التظاهرات عن مسارها.
وعبر الناشط في احتجاجات بغداد، باسم زهير، عن خيبة أمله في هذا الموقف الذي صدر عن تحالف رئيس البرلمان، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن الحكومة وأدواتها ومليشياتها متورطة بقتل أكثر من 200 عراقي منذ بدء الاحتجاجات في الأول من الشهر الحالي. وأضاف "مع ذلك يوجد من يدعمها ويحاول أن يجمل صورتها"، مؤكداً أن احتماء الحكومة بالمليشيات لا يمكن أن يخيف المتظاهرين.
وأكد نائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، أن مليشيات "الحشد" "ستتدخل في أحداث التظاهرات في الوقت المناسب، وتحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، موضحاً خلال حديث له بمجلس عزاء لأحد قادة المليشيات الذي قُتل في اشتباك مع المتظاهرين أن "الحشد الشعبي"، "مستعد للوقوف بوجه الفتنة التي تريد تدمير العراق ومنجزاته". ودعا القوى السياسية الى مساندة رئيس الوزراء في تحقيق المطالب المشروعة للمتظاهرين.