تراجُع حظوظ جولياني بحقيبة الخارجية الأميركية بسبب صفقات تجارية

16 نوفمبر 2016
إمكانية استبعاد جولياني بسبب صفقات مع حكومات أجنبية(سارة دافيس/Getty)
+ الخط -



عرقلت الخلافات بين أعضاء اللجنة التي كلّفها الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تشكيل فريقه الحكومي، إعلان أسماء المكلفين بالحقائب الرئيسية، بحسب ما كان متوقعا أمس الثلاثاء، مع احتمال قوي لاستبعاد رئيس بلدية نيويورك السابق، رودي جولياني، من تولي حقيبة وزارة الخارجية.

وعقدت اللجنة، التي يرأسها نائب الرئيس المنتخب، مايك بينس، جلسات مطوّلة في "ترامب تاور" بنيويورك، تخللها اجتماع ثنائي بين الرئيس المنتخب ونائبه، من دون أن يصدر من مكتب ترامب أي بيان توضيحي بشأنها.

وتداولت وسائل إعلام أميركية أنباء أشارت إلى أن التأخير في إعلان التشكيلة الحكومية الأميركية تسببت به معوّقات استجدت قد تحول دون تولي رودي جولياني حقيبة وزارة الخارجية، بعد تداول معلومات عن صفقات عقدتها شركات باسمه مع دول أجنبية، منها فنزويلا وقطر.

ويعتبر جولياني من أبرز المرشحين لتولي المنصب، إضافة إلى السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون.

وعارض أعضاء في اللجنة تولي جولياني هذه الحقيبة الأساسية في الإدارة الجديدة، تجنبا لمواجهة مع الكونغرس، الذي قد يرفض المصادقة على تعيين رئيس بلدية نيويورك السابق بسبب علاقاته التجارية الخارجية. كما تثير تساؤلات وشبهات، خصوصا بعد السجالات التي شهدتها الانتخابات الرئاسية، والاتهامات التي وجّهت لمرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، بشأن استغلال منصبها في وزارة الخارجية لتأمين تبرعات مالية كبيرة لصالح مؤسسة كلينتون الخيرية.



وبحسب تسريبات من جلسات اللجنة، فإن مشادات حادة وخلافات دارت بين صهر ترامب، جيرد كوشنر، وبين ستيفن بانون، الذي عينه الرئيس المنتخب، قبل يومين، في منصب كبير المستشارين في البيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية. 

وأشارت التسريبات إلى الدور الكبير الذي قام به زوج إيفانكا ترامب في المشاورات والمفاوضات بين الأطراف، وفي توزيع الحصص والمناصب بين فريق الحملة الانتخابية، الذي رافق ترامب منذ إعلان ترشحه، وبين "الاستبلشمنت" الجمهورية، الممثلة بنائب الرئيس، وبرئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، رينس ديباس، الذي عيّنه ترامب في منصب مدير موظفي البيت الأبيض.  

وقالت مصادر في الحزب الجمهوري إن اللجنة تحاول التأني في قرارات على ضوء الانتقادات التي وجّهت للرئيس المنتخب، بسبب تعيبن رمز اليمين المتطرف مستشارا استراتيجيا له.

وحذر رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السيناتور هاري ريد، من وجود شخص مثل بانون في البيت الأبيض، مطالبا الرئيس المنتخب بإلغاء تعيينه.

كما وجه السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، رون بول، انتقادات للأسماء المقترحة لوزارة الخارجية.

واستغرب بول اختيار جولياني وبولتون والاثنان من مؤيدي الحرب على العراق، التي طالما أعلن ترامب أنه وقف ضدها، مطالباً الرئيس المنتخب باختيار وزير للخارجية يتفق مع وجهة نظره المناوئة للحروب الخارجية، وسياسة تغيير الأنظمة في بلدان الشرق الأوسط.  

كما تعرض الرئيس المنتخب لانتقادات، بعد الكشف عن أنه طلب من الأجهزة المعنية تأمين تصريحات أمنية لأبنائه وصهره تسمح لهم بالاطلاع على معلومات في غاية السرية، وصلاحيات متابعة إجراءات إدارية حساسة.

وأشار المنتقدون إلى أن هذا الطلب يؤكد تعاظم الدور الذي يقوم به أبناء ترامب وصهره في البيت الأبيض وفي إدارة الفريق الحكومي، وهذا يتعارض مع استمرارهم في إدارة الأعمال الخاصة بمؤسسة ترامب.




المساهمون