مصر: العقوبة التكميلية لأحمد ماهر.. وكأنها حرية!

06 يناير 2017
يخضع أحمد ماهر لمراقبة أمنية فترة العقوبة (محمد الشامي/الأناضول)
+ الخط -
يقضي الناشط السياسي، ومؤسس حركة "شباب 6 أبريل"، أحمد ماهر، عقوبة تكميلية لمدة ثلاث سنوات، عبارة عن قضاء 12 ساعة في قسم الشرطة التابع له، من السادسة مساءً للسادسة من صباح اليوم التالي، إضافة إلى مراقبة أمنية كاملة له على مدار مدة العقوبة التكميلية.


السلطات المصرية، كانت قد أفرجت عن ماهر صباح الخميس الماضي، بعد استكماله مدة عقوبة بالسجن ثلاث سنوات و33 يومًا، بتهمة خرق قانون التظاهر، الذي سُنَّ قبل حبسه بأيام معدودة، على خلفية تظاهرة لم يشارك بها.


وكانت محكمة مصرية، قد قضت فى ديسمبر/كانون الأول 2013 بحبس ماهر وناشطين سياسيين أخرين، هما محمد عادل وأحمد دومة، لمدة ثلاث سنوات، وتغريم كل منهم 50 ألف جنيه، والمراقبة لمدة مماثلة، وأيدت محكمة النقض الحكم.


وبموجب الحكم القضائي الصادر؛ فإن ماهر سيقضي عقوبة تكميلية تتمثل في الخضوع للمراقبة الأمنية لمدة 3 سنوات، مما يعني تسليم نفسه يوميًّا لقسم ثالث بالتجمع الخامس، والمبيت في القسم من الساعة السادسة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي، وهي العقوبة التي يحق له الطعن عليها بعد 6 أشهر من إطلاق سراحه، بحيث يتم تخفيض ساعات الخضوع للمراقبة الأمنية.


وعقوبة وضع المتهمين تحت المراقبة هي عقوبة تكميلية يجب أن تنفذ مثلها مثل عقوبة السجن، والمتهم الذي لا يلتزم بتنفيذ عقوبة المراقبة، أو يقوم بالهرب، يقع تحت طائلة القانون، ويتم حبسه بعد التحقيق معه بتهمة عدم تنفيذ حكم قضائي.



وتعرف العقوبة التكميلية، بأنها تلك التي تكون تابعة لعقوبة أصلية ولا بد لتطبيقها من ذكر صريح لها في حكم القاضي، وتنقسم إلى نوعين، الأول: وجوبية ويتعين أن ينطق بها القاضي، وإلا كان حكمه باطلًا قابلًا للطعن فيه، كعزل الموظف من وظيفته عند الحكم عليه بالحبس رأفة في بعض الجنايات، كالرشوة والتزوير، في محرر رسمي بحسب المادة 27 من قانون العقوبات المصري. والنوع الثاني: جوازية حيث يكون النطق بها متوقفا على تقدير القاضي بحيث إذا أغفل ذكرها كان معنى ذلك عدم استحقاقها، كالأمر بنشر الحكم الصادر على المتهم في ثلاثة جرائد يومية طبقًا للمادة 46 من القانون رقم 182 لسنة 1960 في شأن مكافحة المواد المخدرة.


على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتفعت وتيرة التضامن مع ماهر، ورفض شكل العقوبة التكميلية التي يقضيها، فقالت عنه الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح "أحمد ماهر عنده امتحان دبلومة يوم 16 يناير، ماهر جدع وبيستحمل الفوق طاقة أي بشر؛ فقرر إنه يستغل ساعات المراقبة في المذاكرة. بس المشكلة إنه مفيش نور ومفيش أي حاجة يقعد عليها غير بطانية على البلاط. يعني إحنا وصل بينا قمة البؤس والقهر إن إحنا بنطالب بمكان مقفول فيه كرسي وفيه لمبه يقعد فيها الـ12 ساعة المراقبة علشان يعرف بس يذاكر. أنا والله ما متخيله إني بكتب الكلام ده إزاي. بس مفيش في إيدي أي حاجة غير إني أكتب".


وحكت الناشطة السياسية منى سيف الإسلام، عن العقوبة التكميلية بقولها "من كذا سنة قابلت شاب قدام س28 –سجن عسكري- كان مخلص الحكم اللي عليه بس طلعان عينه من المراقبة. كانت أول مرة أعرف موضوع إن في أقسام بتنفذ المراقبة بإنك تسلم نفسك لهم كل يوم قرب المغرب وتخرج الصبح. حكالنا عالبهدلة اللي بيتعرضلها، وإنه لا عارف يشتغل ولا يعمل أي حاجة مفيدة لعائلته وختم كلامه: السجن كان أرحم".


وتابعت سيف الإسلام: "وقتها فهمت إن خبايا بلطجة وظلم الداخلية لسة فيها كتير ما اكتشفناهوش.. ناس بتواجهه كل يوم من حياتها بس إحنا لسة بنتعرف على أجزاء منه كل شوية. أحمد ماهر دلوقتي بعد 3 سنين سجن ظلم بالتمام والكمال، خرج لكن مطلوب منه كل يوم 6 المسا يسلم نفسه للقسم ويبات ويخرج 6 الصبح. كل يوم. دي وصفة معمولة بس عشان تدمر حياته، وتهلك صحته وتضمن إنه مايقدرش يرجع لشغله ولا يستعيد حياته".


واختتمت حديثها بـ"تعالوا نفكر ممكن نعمل إيه، له ولناس كتير بتتعرض لنفس الظلم ولشباب كتير منتظرهم نفس الكابوس ده لما يخلصوا مدتهم، هنعمل إيه".