واصل المئات من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أمس الخميس، لليوم الثالث على التوالي، هجماتهم على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار غرب العراق، كبرى مدن البلاد، والتي تحتل مساحة ثلث العراق، وتحاذي دول السعودية والأردن وسورية، وسط معارك عنيفة تتولى فيها العشائر غالبية الجهد بعد فرار الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي" من مواقع الاشتباكات.
اقرأ أيضاً (تضارب الأنباء حول الرمادي وبغداد تمنع دخول نازحي الأنبار)
اقرأ أيضاً (تضارب الأنباء حول الرمادي وبغداد تمنع دخول نازحي الأنبار)
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إن "تنظيم (داعش) نجح في احتلال الجزء الشرقي والجنوبي والشمالي من الرمادي، وبات على بعد نحو كيلومتر واحد من المجمع الحكومي ومقرّ الحكومة المحلية".
وأضاف العيساوي أن "أبناء العشائر هم من يتصدى لهجوم داعش على المدينة الذي يهدّد سقوطها بالكامل كل مدن الأنبار الأخرى، بدءاَ من حدودها مع بغداد وحتى حدودها مع الأردن والسعودية". وحمّل العيساوي حكومة بغداد مسؤولية سقوط عاصمة المحافظة بيد "داعش"، ودعاها "لاتخاذ خطوات سريعة وجادة بإرسال قوات إضافية وسلاح وذخيرة".
وقال مصدر عسكري عراقي في الرمادي، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد" إن "تنظيم (داعش) استخدم العشرات من الانتحاريين في هجومه على الرمادي، وبسقوط المدينة ستكون باقي مدن المحافظة سهلة السقوط كالحبانية والخالدية والعامرية وحديثة والنخيب". وأضاف المصدر أن "وحدات الجيش الموجودة غير كافية والعشائر تقاتل بثقلها، ولا وجود لمليشيات (الحشد الشعبي) حالياً، إذ انسحبت من المعارك بحجة تدخل الطيران الأميركي".
بدوره، قال الشيخ محسن فرحان، وهو أحد زعماء القبائل في الرمادي، لـ"العربي الجديد" إن "داعش تمكن من حفر خندق كبير الى وسط المدينة، ثم تسلل مقاتلوه عبره بالتزامن مع هجوم واسع لانتحاريين من جانبها الشرقي والجنوبي والشمالي". وأضاف أن "التنظيم نفذ عمليات إعدام ميدانية بشعة بحق المعارضين له ومن يصفهم بالمرتدين من أبناء العشائر المقاتلين".
وأضاف العيساوي أن "أبناء العشائر هم من يتصدى لهجوم داعش على المدينة الذي يهدّد سقوطها بالكامل كل مدن الأنبار الأخرى، بدءاَ من حدودها مع بغداد وحتى حدودها مع الأردن والسعودية". وحمّل العيساوي حكومة بغداد مسؤولية سقوط عاصمة المحافظة بيد "داعش"، ودعاها "لاتخاذ خطوات سريعة وجادة بإرسال قوات إضافية وسلاح وذخيرة".
وقال مصدر عسكري عراقي في الرمادي، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد" إن "تنظيم (داعش) استخدم العشرات من الانتحاريين في هجومه على الرمادي، وبسقوط المدينة ستكون باقي مدن المحافظة سهلة السقوط كالحبانية والخالدية والعامرية وحديثة والنخيب". وأضاف المصدر أن "وحدات الجيش الموجودة غير كافية والعشائر تقاتل بثقلها، ولا وجود لمليشيات (الحشد الشعبي) حالياً، إذ انسحبت من المعارك بحجة تدخل الطيران الأميركي".
بدوره، قال الشيخ محسن فرحان، وهو أحد زعماء القبائل في الرمادي، لـ"العربي الجديد" إن "داعش تمكن من حفر خندق كبير الى وسط المدينة، ثم تسلل مقاتلوه عبره بالتزامن مع هجوم واسع لانتحاريين من جانبها الشرقي والجنوبي والشمالي". وأضاف أن "التنظيم نفذ عمليات إعدام ميدانية بشعة بحق المعارضين له ومن يصفهم بالمرتدين من أبناء العشائر المقاتلين".
وطالب الدول العربية بدعم الأنبار بعد ما وصفه بـ"تخلي بغداد عنها وتركها فريسة بيد تنظيم داعش".
وفي السياق، رأى الخبير العسكري عبد العظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش السابق، أنّ "الواقع الميداني برمته يؤشّر إلى ضعف وعدم جديّة الحكومة بقتال داعش". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاستراتيجيّة الحكومية في قتال داعش هي استراتيجيّة تخبط عشوائي. اليوم نرى الهجوم في تكريت ثم الانسحاب على اعتبار أن المعركة حسمت، وتركت الأرض ولم يسلح أبناؤها، فيما تترك جيوب ومناطق خطيرة في المنطقة قد تعيد السيطرة على المحافظة من جديد".
وأضاف "ولما انتقلت المعركة الى الأنبار وتم الإعلان عنها، توقفت بعد تقدم داعش بالبوفراج، ولا وجود لقوات أمنيّة في المحافظة مؤهلة للمعركة"، مشيراً الى أنّ "هذه الاستراتيجيّة لن تحقق أيّ انتصار على (داعش)، بل هي مضيعة للوقت، وخسارة ماديّة ومعنويّة".
إلى ذلك، سجلت مفوضية حقوق الانسان العراقية نزوح ما يقارب 300 ألف عراقي من الرمادي باتجاه محافظات أخرى بسبب هجوم (داعش) والمعارك الدائرة بين الطرفين على إثرها.
وقال عضو المفوضية، محمد الراوي، لـ"العربي الجديد"، إن "النازحين فروا من المدينة بسبب ما يجري فيها وهي ثالث أكبر موجة نزوح من الأنبار منذ عام"، مبيناً أن النازحين، ومعظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال، قطعوا أكثر من 30 كيلومترا سيراً على الأقدام عبر الصحراء بسبب عدم توفر أية وسيلة نقل لإيصالهم، وبعضهم أصيب بحالات مرضية خطيرة وسجلنا ست حالات وفاة"، على حدّ قوله. وأكّد الراوي أنّ "المحافظة مقبلة على كارثة إنسانية كبيرة، إن لم يتم تدارك الموقف، بعدما صار الناس يستنشقون الدخان بدلاً من الهواء بفعل ضراوة المعارك ومراهنة داعش على إسقاط الرمادي".
من جهة ثانية، قال نازحون عالقون في قرب مدخل الدورة (جنوب بغداد) لـ"العربي الجديد " إن مئات الأسر الفارة من القتال منعت من دخول كربلاء للوصول إلى العاصمة، ما اضطرها إلى العودة والمرور بطرق خطرة عبر عامرية الفلوجة".
اقرأ أيضاً (أوباما يرفض "الحشد الشعبي" في معارك العراق)
وفي السياق، رأى الخبير العسكري عبد العظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش السابق، أنّ "الواقع الميداني برمته يؤشّر إلى ضعف وعدم جديّة الحكومة بقتال داعش". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاستراتيجيّة الحكومية في قتال داعش هي استراتيجيّة تخبط عشوائي. اليوم نرى الهجوم في تكريت ثم الانسحاب على اعتبار أن المعركة حسمت، وتركت الأرض ولم يسلح أبناؤها، فيما تترك جيوب ومناطق خطيرة في المنطقة قد تعيد السيطرة على المحافظة من جديد".
وأضاف "ولما انتقلت المعركة الى الأنبار وتم الإعلان عنها، توقفت بعد تقدم داعش بالبوفراج، ولا وجود لقوات أمنيّة في المحافظة مؤهلة للمعركة"، مشيراً الى أنّ "هذه الاستراتيجيّة لن تحقق أيّ انتصار على (داعش)، بل هي مضيعة للوقت، وخسارة ماديّة ومعنويّة".
إلى ذلك، سجلت مفوضية حقوق الانسان العراقية نزوح ما يقارب 300 ألف عراقي من الرمادي باتجاه محافظات أخرى بسبب هجوم (داعش) والمعارك الدائرة بين الطرفين على إثرها.
وقال عضو المفوضية، محمد الراوي، لـ"العربي الجديد"، إن "النازحين فروا من المدينة بسبب ما يجري فيها وهي ثالث أكبر موجة نزوح من الأنبار منذ عام"، مبيناً أن النازحين، ومعظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال، قطعوا أكثر من 30 كيلومترا سيراً على الأقدام عبر الصحراء بسبب عدم توفر أية وسيلة نقل لإيصالهم، وبعضهم أصيب بحالات مرضية خطيرة وسجلنا ست حالات وفاة"، على حدّ قوله. وأكّد الراوي أنّ "المحافظة مقبلة على كارثة إنسانية كبيرة، إن لم يتم تدارك الموقف، بعدما صار الناس يستنشقون الدخان بدلاً من الهواء بفعل ضراوة المعارك ومراهنة داعش على إسقاط الرمادي".
من جهة ثانية، قال نازحون عالقون في قرب مدخل الدورة (جنوب بغداد) لـ"العربي الجديد " إن مئات الأسر الفارة من القتال منعت من دخول كربلاء للوصول إلى العاصمة، ما اضطرها إلى العودة والمرور بطرق خطرة عبر عامرية الفلوجة".
اقرأ أيضاً (أوباما يرفض "الحشد الشعبي" في معارك العراق)