والتقطت مشاهد المسلسل بالكامل تقريبًا في غرفة استجواب، حيث تحقق الشرطة مع المشتبه بهم (من بينهم ديفيد تيننت، وهيلي أتويل)، ويحاول المحققون التأكد من تورطهم أو براءتهم، من دون أن تعرض جرائهم المزعومة، لتتشكل آراء المشاهدين بناء على ما يقولونه وعلى تصرفاتهم في الاستجواب، وفقًا لموقع "بي بي سي".
ولا يظهر في المسلسل سوى مكانين آخرين، هما غرفة المراقبة التي يمكن للشرطة من خلالها مشاهدة ما يجري في غرفة الاستجواب، ومنطقة في الخارج حيث يرتاح المحققون ويشربون القهوة، ويقول جورج كاي أحد كاتبي المسلسل: "كنا متحمسين للغاية لهذا التقييد في الأمكنة، وأعتقد أنك لا تحتاج لأكثر من 3 غرف، في أي نوع من الدراما".
وتستخدم المسلسلات التلفزيونية غالبًا، خلفية متغيرة كوسيلة لإبقاء المشاهدين منجذبين للعمل، حيث اشتهر مسلسل الدراما السياسية "ذا ويست وينغ" مثلًا، بمشاهد "المشي والتحدث" التي التقطت أثناء المشي في صالات البيت الأبيض بين الاجتماعات، وساعدت الخلفيات المزدحمة والصاخبة على توريط المشاهد في النقاشات، ولكن حصر القصة في مكان واحد، لا يتيح للكاتب والمخرج سوى تكتيكات محدودة لتوظيفها.
وسبق أن صُوّرت أفلام كثيرة في مكان واحد، من بينها "12 أنغري مان"، و"تيب"، و"أوتمن ألماناك"، بالإضافة لفيلم Buried الذي قال عنه الممثل راين رينولدز: "كان أكبر مخاوفي أنّ كل المشاهد ستصور عن قرب، هذا يشكل تحديًا كبيرًا على الرغم من أنه فرصة فريدة، إذ إنه يعني أنّ العواطف الإنسانية ستعرض عن قرب، من دون ترك مجال لاستخدام الحيل".
وتقول كاثرين كيلي، التي تلعب دور محققة في مسلسل "كريمينال"، إنها وجدت حرية كبيرة في تقييد المسلسل بالأمكنة، وأضافت: "تترتب مسؤولية كبيرة على الممثلين في هذه الحالة، لأنّ ما من شيء نخفيه، شعرت بالتحرر من تغيير الأزياء والتأكد من أن تسريحة شعري صحيحة ومن تغيير مواقع التصوير".
ويصور المسلسل بمعدل أسرع بكثير من المعدل الطبيعي لمسلسل تلفزيوني، عندما يكون المكان ثابتًا، وتقول كيلي: "يشبه المكان الثابت مصيدة تضعها لنفسك، وعليك الخروج منها"، في حين قال جيم فيلد سميث مخرج "كريمينال": "سيجبر المشاهدون على ملاحظة التفاصيل الصغيرة، والتكهن بالأحداث بناء على التوتر وتطور الحبكة، لأنهم مضطرون للنظر إلى الممثل الذي يظهر على الشاشة، من دون أن يشتت انتباههم 400 شيء آخر".