بغداد تستضيف أربعة ملايين زهرة من 15 دولة

في نسخته الحادية عشرة، تحتضن العاصمة العراقية بغداد "مهرجان الزهور الدولي"، بمشاركة بلديات عدة عواصم ومدن عربية وأجنبية، مثل الأردن والبحرين ومصر وهولندا وتركيا وإيران والنمسا.

وجرى عرض أكثر من 4 ملايين شتلة ورد زرعت على مساحة تبلغ زهاء 400 دونم في ساحات وحدائق بغداد المختلفة. وكان مركز المعرض الرئيس في حدائق الزوراء بجانب الكرخ من بغداد. ووفقًا لبيان أصدرته أمانة العاصمة أكدت فيه أن المعرض يستمر لأسبوع كامل، وبمشاركة محافظات عراقية مختلفة تتميز بتنوع النباتات واختلافها عن الأخرى بسبب اختلاف الطقس. ويشهد المعرض عروضاً موسيقية وفعاليات تراثية وأخرى خاصة بجمعيات الحفاظ على البيئة.

متاح للجميع بدون رسم دخول
ويقام مهرجان بغداد الدولي في 15 نيسان/ إبريل سنوياً، لأنه اليوم الذي كان السومريون والبابليون يحتفلون فيه ببدء فصل الربيع. تمت إقامة أول مهرجان للزهور في بغداد عام 2009. منذ ذلك الحين، يقام المعرض سنوياً بالاشتراك مع الكثير من الشركات والبلديات المتعاونة مع أمانة بغداد في دول عدة. وهو متاح للجميع بدون أي رسوم مالية للدخول.

وقال المهندس، عمر غالب، من أمانة العاصمة المشرفة على تنظيم المعرض، إن الحدث السنوي يعتبر رسالة من العراقيين للجميع، بأن البلاد تريد أن تخرج من دوامة العنف، وبأنها تنشد السلام والراحة كما باقي شعوب الأرض. وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "لا شيء مثل الزهور يبث رسائل طمأنينة وراحة من العراق للعالم".


(العربي الجديد)

فعاليات مرافقة
وذكرت أمانة بغداد في بيانٍ لها حول الفعاليَّة: "يضمُّ المهرجان عدداً من الفعاليات الفنية والفلكلورية ومعارض الزهور والنشاطات والمسابقات الخاصة بالأطفال"، مؤكدة أن "المهرجان يُعدُّ فرصة لتبادل الخبرات في القطاع الزراعي ومعرفة أحدث الطرق المستخدمة في مجال تكثير وتربية النباتات".

زهور عراقية أذهلت الأجانب
وحول أنواع الزهور التي تشارك في المعرض، قالت، حليمة أحمد، المسؤولة عن القسم الثالث في المعرض للزهور الموسمية إن "المعرض اشتمل على أنواع جديدة من الزهور هذا العام". وأضافت: "زهور لم يعرفها العراقيون من قبل، وأخرى عراقية أذهلت الزوار الأجانب. والأنواع كثيرة وتصل إلى المئات. لكن أبرزها الجوري والبنفسج والأوركيد وأنف التنين وألستروميريا والتوليب والفارسية والهيدرانجيا والسوسن والزنبق وعصفور الجنة والقرنفل والأقحوان وشقائق النعمان والفلامنغو والزعرور وكف الذئب والنسرين والليلك واللبلاب والطاووس".

(العربي الجديد)

تمديد لأسبوع آخر
وأكدت أحمد أن هناك نية لتمديد المعرض إلى أسبوع آخر، بسبب الإقبال الكبير من قبل العائلات في بغداد ومن مدن أخرى خارج العاصمة أيضاً. وتم هذا العام نشر وسائل راحة كثيرة وأكشاك عصائر وأطعمة جاهزة بين حدائق الزهور تلك. ويوفر المهرجان أيضاً فرصاً للشركات وأصحاب المزارع والمشاتل التجارية، من أجل بيع زهورهم للمواطنين والجهات الحكومية، أو حتى تصديرها إلى الخارج، وتنتج من ذلك إتاحة فرص عمل كثيرة على هامش المعرض. وتوافدت العوائل البغدادية إلى المعرض الذي يقام تحت عنوان "بغداد تزرع الزهور... وتحتضن الإبداع".

تذكير بتاريخ بغداد
حسن كامل، أحد زوار المعرض، أبدى إعجابه بما شاهده من أنواع مختلفة من الزهور المعروضة، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن فرحته الأكبر هي بوجود فعالية تذكر الناس بتاريخ بغداد وخيرها، والدعوات لأن تعود أفضل مما كانت.
وقالت كفاح طارق، لـ"العربي الجديد": "إن المعرض جميل جداً، ونحن بحاجة الى هكذا معارض. لكن مدة إقامته قصيرة، فخمسة أيام لا تكفي للاستمتاع بالزهور، نحن بحاجة إلى إطالة أيام المعرض، وتوسيع المشاركات الخارجية". وأشارت طارق: "منذ عام 2003 إلى يومنا هذا، ونحن غارقون في هموم وويلات وحروب. نحتاج إلى هكذا معارض، لأنّ الزهور مصدر التأمل والتفاؤل".



(العربي الجديد)