الإعلام الفرنسي بين التظاهرات المؤيدة والمعارضة للشرطة

19 مايو 2016
من التظاهرات أمس (Getty)
+ الخط -
في نداء أطلقه ناشطون عبر وسائل التواصل الإجتماعي وتبنته أحزاب وتيارات سياسية فرنسية على رأسها "الجبهة الوطنية"، تجمّع مئات الفرنسيين في ساحة الجمهورية تحت عنوان رفض "الكراهية ضد الشرطة" وتحلّق المتظاهرون حول عشرات أفراد رجال الشرطة المعتصمين منذ ظهر أمس الأربعاء احتجاجًا على الضغط الذي يتعرضون له بسبب الاشتباكات اليومية مع المعارضين لـ"إصلاحات الحكومة".

وكانت نقابة الشرطة الفرنسية "Alliance" قد ندّدت بتصاعد الكراهية ضد أفراد الشرطة ودعت إلى التجمع في 60 بلدة من بينها العاصمة باريس، للتأكيد على دعم عناصر الشرطة بعد تعرضهم في الاحتجاجات الأخيرة للرشق بقنابل حارقة والحجارة واصطدامهم بالشباب الرافضين "لإصلاحات وزيرة العمل مريم الخمري". في موازاة ذلك، كشف مدير شرطة باريس ميشيل كادو لصحيفة "لوبوان" منع تظاهرة مضادة تقدّم بها ناشطون للتنديد بوحشية الشرطة في تعاملها مع المظاهرات الشعبية.

وفي السياق، نقلت "ليبراسيون" عن عدم التزام مجموعة تطلق على نفسها "النجدة، الشرطة تقتل" بقرار المنع الذي عمّمه مدير شرطة باريس وحضر ناشطون منهم إلى ساحة الجمهورية وأطلقوا شعارات "عناصر الشرطة قتلة وخنازير"، وأضرموا النار بسيارة للشرطة مركونة على جانب الطريق بعد أن حاولوا تكسيرها بقضبان حديدية.

وأضافت "ليبراسيون" على لسان ديديه وهو أحد عناصر الشرطة العاملين في نوازي-لو-سيك "يعبّر رجال الشرطة اليوم عن غضبهم من تعاطي المواطنين معهم ونظرتهم لما يقومون به فهم يعتبروننا أعداء لهم ولا يفوّتون الفرصة لشتمنا والتعدي علينا وربما ما يزيد الأمر حساسية هو عدم قدرتنا على استيعاب الأحياء الشعبية في باريس، فالناس هنا غير الناس في مكان آخر وترسبّات الأحداث التي اندلعت مع بداية الألفية لا تزال راسخة في أذهان هؤلاء.."

وغطّت "لوفيغارو" تظاهرة الشرطة في ساحة الجمهورية قائلةً "رحّب المعتصمون بوصول كل من جيلبير كولار وماريون لوبان ممثلي الجبهة الوطنية وبدأ نقابيو الشرطة يحمّسون العناصر والمتضامنين معتقدين أنّ الساحة ستمتلئ بآلاف الشرطيين ومئات المتضامنين في حين أكّدت وكالة فرانس برس أنّ العدد لم يتجاوز الألف بين شرطة ومدنيين".

ونقلت الصحيفة نص الكلمة التي أذاعها جان-كلود دولاج السكرتير العام لتجمّع نقابات الشرطة في ختام الاعتصام التضامني وجاء فيه "يتم تصوير الشرطة الفرنسية اليوم على أنّها مجموعة وحوش تضرب المتظاهرين بالنار والحديد في حين أنّ تصرفات المتظاهرين لا تعكس سوى تصميما مسبقا على التهجّم على عناصرنا".

وكان رئيس الحكومة مانويل فالس قد عبّر عن دعمه الكامل لعناصر الشرطة في تغريدة على حسابه على تويتر "شرطة ودرك يحمون بشكل يومي المواطنين والمؤسسات. التعرّض إليهم يعني التعدي علينا جميعاً". واعتبر بعض الناشطين كلام فالس ردّاً على الحملة التي أطلقتها كبرى نقابات فرنسا العمالية "CGT" والتي حملت شعار "قانون العمل، أوقفوا العنف! الشرطة يجب أن تحمي المتظاهرين لا أن تقمعهم وتضربهم".