يوم الزيّ الفلسطيني: مبادرات لحماية تاريخ الأزياء

22 يناير 2015
صناعة الزي الوطني على شفير الاندثار-عبد الحكيم أبو رياش
+ الخط -
حوار بسيط دار بين الصديقتين الفلسطينيتين، لانا حجازي ومي اللي، حول أهمية الزي الفلسطيني والتراث والحضارة الفلسطينية، بلور لديهن فكرة ضرورة إيجاد يوم عالمي خاص بـ "الزي الوطني الفلسطيني" يتم إحياؤه في الخامس والعشرين من يوليو/تموز من كل عام. 

وانطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مبادرة شبابية للحفاظ على التراث الوطني الفلسطيني وحمايته من الاندثار والسرقة والتهويد والتزوير، خاصة بعد تزايد السرقات الإسرائيلية للمأكولات والملبوسات التراثية الفلسطينية

كلا الصديقتين بدأتا بنشر الفكرة عبر موقع "فيسبوك"، ومواقع التواصل الأخرى، ونشر الدعوات الخاصة للأصدقاء كي يتم مشاركة الفكرة ووصولها لأكبر قدر ممكن من الأشخاص حول العالم، حتى يتم التحشيد الكافي لنشر أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني

سرقة الاحتلال الإسرائيلي للزي الوطني الفلسطيني ونسبه إلى نفسه عبر معارض الأزياء، وسرقة بعض الأكلات الفلسطينية والادعاء بأنها إسرائيلية كان هاجس الفتاتين، ما نبههما إلى ضرورة طرق جدار خزان الخطر المحدق بـ "الزي والهوية الفلسطينية". 

وتقول لانا حجازي، لـ "العربي الجديد"، إنّ المبادرة الشخصية نبعت حرصاً على التراث الوطني الفلسطيني الذي يتعرض لهجمة شرسة من الاحتلال الإسرائيلي عبر سرقته وتزويره ونسبه إلى نفسه. ولفتت إلى ضرورة تنبه الجميع من أجل الحفاظ على التراث من الخطر أو الاندثار. 

وتلفت حجازي إلى أنّ "علينا أن نهب جميعاً في يوم الزي الفلسطيني وأن نلبس الملبوسات التراثية الفلسطينية كالشال والحطة والكوفية والشروال والأثواب المطرزة وكل ما يتعلق بالتراث الوطني، حتى يتم تثبيت حقنا التاريخي في ذلك التراث العظيم، وحمايته". وتوضح أن اليوم العالمي الخاص بـ "الزي الفلسطيني" سيشارك فيه كل المهتمين بالقضية الفلسطينية من أجل إحياء التراث الفلسطيني. وقالت: "كبار السن ما زالوا محافظين على لباسهم الفلسطيني ومتمسكين به، ويجب ألا يموت التراث بموت هؤلاء الكبار". 
ولقيت المبادرة ترحيباً من أصدقاء الفتاتين الفلسطينيين في غزة والضفة وعدد من المدن الفلسطينية، ويجري التواصل مع أصدقاء لهما في أميركا وتركيا من أجل إيصال الفكرة للجميع، إيماناً منهن بضرورة الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وبذل كل ما يمكن من أجل تثبيت الحق التاريخي في الأرض والتراث. 

وتبين حجازي أنّ المبادرة ستستمر عبر صفحات التواصل الاجتماعي حتى تشكل قاعدة يمكنها فيما بعد تنظيم الفعاليات التي تدعو للحفاظ على الزي والتراث الفلسطيني، ودعت الجميع إلى دعم الفكرة والاهتمام بها، فالفلسطينيون أصحاب حق وأصحاب هوية وتراث أصيل متجذر في الأرض والثوب والشجر والفخار. 

أما صديقتها مي اللي، فتقول لـ "العربي الجديد": "رأيت في أحد العروض، فتاة إسرائيلية تلبس الثوب الوطني الفلسطيني، وقد كتب عليه أنه إسرائيلي، ما أثار غضبي على هذه السرقة العلنية لتراثنا الوطني الذي غفلنا عنه". ودفع هذا الأمر اللي إلى الدعوة للتنبه لخطورة هذه السرقات على التراث الفلسطيني العامر، موضحةً ضرورة إثبات الحق التاريخي للفلسطينيين في تراثهم وهويتهم ورموزهم الأصيلة، عبر اليوم العالمي للزي الفلسطيني. ولفتت إلى أنه "لدينا طاقة للاستمرار في نداءاتنا حتى تصل إلى الجميع، ويقف إلى جانبنا عدد كبير من الأصدقاء". 

ودعت جميع مكاتب الجاليات الفلسطينية حول العالم واللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن اللجوء إلى تبني الفكرة، والمساهمة في إنجاحها عبر لبس أي متعلق من متعلقات التراث الفلسطيني في الخامس والعشرين من يوليو/تموز، من كل عام. 
ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، يعمل الصهاينة على تحوير كل ما هو تراثي فلسطيني إلى تراث إسرائيلي، وتمت سرقة عشرات الملبوسات والأكلات الفلسطينية، والادعاء أمام العالم أنها إسرائيلية المنشأ والهوية. ولا تزال الأجيال الفلسطينية المعمرة، تلبس الأزياء التراثية، لكنّ الأجيال الأخرى ليست مهتمة إلى الحد الذي يدفعها لارتداء الملابس القديمة التراثية، وهو ما تأمل الفتاتان في الوصول إليه، عبر حملتهما.
المساهمون