(بالفيديو) غزّة: 3 حروف وقدّ الكف

12 يوليو 2015
مشهد جمالي لمدينة غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

"3 حروف وقدّ الكف، وبتتحدى كل الكون، يا غزة جندك نصطف، لعيونك الروح تهون".. بهذه الكلمات يبدأ الفنان الفلسطيني، خالد فرج، أغنيته الوطنية الجديدة، التي أصدرها تزامناً مع حلول الذكرى الأولى للعدوان الذي استهدف القطاع واستمر 51 يوماً.

كلمات الأغنية التي لم تتجاوز مدتها ثلاث دقائق ونصف الدقيقة حملت معاني "العزة، الصمود، المجد، الغضب"، إلى جانب معاناة الشعب الفلسطيني المتواصلة جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بعد تهجير سكانها الأصليين عام 1948.

وظهرت مشاهد الدمار، التي خلفها العدوان الإسرائيلي في فيديو الأغنية، الذي تم تصويره في مختلف مناطق قطاع غزة، وفي المقابل ظهر حب الشعب الفلسطيني للحياة، من خلال تحويل الأراضي القاحلة إلى مساحات خضراء، يركض فوقها طفل يحمل العلم الفلسطيني.

وعن فكرة الأغنية، يقول الفنان الفلسطيني، خالد فرج، لـ"العربي الجديد"، إنّ غزة بحجمها الجغرافي صغيرة، إلا أنها استطاعت الدفاع عن حقها أمام المحتل، مشيراً إلى أنّ هذا العمل الفني هدف إلى التركيز على نهوض الشعب الفلسطيني من بين الركام والحجارة، وصنعه الحياةَ رغم الموت.

ويشير فرج إلى أن الشعب الفلسطيني "شعب يحب الحياة، ولديه الكثير من الأمور التي يستحق أن يعيش ويكافح من أجلها"، مبيناً أنهم وضعوا في كليب الأغنية الوطنية صوراً للركام الذي خلفه العدوان، ووضعوا أكبر معالم غزة التاريخية والأثرية والتراثية، مثل سوق الزاوية، شارع صلاح الدين، الجامع العمري الكبير.

وينبه فرج إلى الدور الهام والقوي للفنان في التعبير عن واقع مجتمعه، والذي لا يقل أهمية عن أي دور آخر، مضيفاً: "أصبح الفن لغة التفاهم بين الشعوب، والدليل أن نظرة العالم للشعب الفلسطيني تغيرت بعد خروج نماذج فنية فلسطينية، وإثبات وجودها عربياً ودولياً".

ويضيف: "نسعى جميعاً إلى إيصال صورة الواقع لجميع أنحاء العالم عبر السلام والحب والأمل، وأن ننبذ في الوقت ذاته، الأصوات التي تصوّر غزة على أنها المكان المظلم دائما، وأن نبرز المساحات الجميلة الموجودة في غزة".

ويشير الفنان فرج الى أن الفن الفلسطيني أثر بطريقة قوية وملحوظة في الجميع، خاصة في ما يتعلق بالحرب، وتسابُق الفنانين على نقل الأحداث بأعمال مختلفة، آملاً أن يهتم المعنيون بالفن بمختلف أشكاله، كونه من "أبرز العوامل التي قد تنقل الواقع"، حسب تعبيره.

مخرج العمل الفني، سامح المدهون، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ كليب الأغنية أنتج وأخرج خلال خمسة أيام، لعرضه تزامناً مع الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي استخدم خلالها الاحتلال الإسرائيلي كل قوته العسكرية، براً، وبحراً وجواً.

وعن الفكرة الإخراجية للكليب، يشير المدهون إلى أنّ الفنان الفلسطيني يقوم بجولة بين الركام، وأسواق قطاع غزة، وبحر غزة وشوارعها، ليظهر غزة بشكلها التاريخي والإنساني ويبين روح التحدي، ويظهرها أكثر صموداً، وقوة رغم العدوان. ويبينّ أنّ "الهدف من وراء الأغنية إظهار غزة المتجددة، والحيّة والعصية على الانكسار، رغم كل ما تعرضت له من قتل وتشريد ودمار"، لافتاً إلى أنّ "الشعب الفلسطيني سيبني ما تم هدمه، وسيزرع ما تم اقتلاعه".

ويلفت المدهون إلى أنه ابتعد عن مشاهد الحرب كثيراً، لإظهار غزة الجميلة، وتاريخها وحضارتها، في رسالة تشبث بالثوابت وبجمالية الأرض والوطن. أما في ما يتعلق بدور الفن في دعم القضية الفلسطينية، فيقول: "الفن هو جزء أساسي في إظهار تفاصيل معاناة الشعب الفلسطيني لأشخاص في العالم لا يعرفون شيئاً عن القضية"، موضحاً أن المقاومة الفنية لا تختلف كثيراً عن باقي أشكال المقاومة.

اقرأ أيضاً: فتى غزة المكفوف... فقدانه البصر لم يمنعه من الحياة

دلالات
المساهمون