سيرين عبد النور: ضدّ داعش وحزينة لأطفال فلسطين

سيرين عبد النور: ضدّ داعش وحزينة لأطفال فلسطين

31 اغسطس 2014
كلّنا نواجه اليوم عدواً شرساً يتمثّل في منظمات إرهابية
+ الخط -
توازن سيرين عبد النور بين التمثيل والغناء. لكنّ الفنانة الحزينة على ما آلت إليه الأوضاع في العالم العربي تستنجد بالله وحده، ليقينا شرّ الإرهاب، "فهذه التنظيمات الإرهابية ستدمّر كلّ شيء" على حد تعبيرها.

تتحدث عبد النور عن الخوف الذي عاشته في "بلا حدود"، وهو  برنامج يقدمه أحد النجوم في العالم العربي باستخدام نجوميته لتسليط الضوء على قضايا مهمة تخص المرأة والوطن العربيين بشكل عام، وتأمل أنها استطاعت تسليط الضوء على فئات عانت الظلم وتحتاج إلى المساعدة.

ماذا بعد "بلا حدود"؟ تردّدين دائماً أنّه أتعبك نفسياً، لماذا؟

عشت شهرين من الخوف. وقد يصحّ تسميتهما بشهرين من الرعب. خفت من كلّ شيء بعدما لامست واقع العالم العربي المرير عبر برنامج تلفزيوني أتمنّى أن يكون قد وجد الصدى المطلوب وبالتالي استطاع العبور إلى الناس الذين يريدون أن يساعدوا، وأقصد المقتدرين والميسورين.

على ماذا خافت سيرين عبد النور؟

حقيقة، خفتُ على الأطفال الذين صادفتهم وهم يفترشون الشوارع، وخفتُ على النساء اللواتي سكتنَ رغم تعرضهنّ للعنف والضرب، وعلى اللاجئين في مخيم الزعتري، والشباب الذين واجهتهم في المخافر وهم يتعاطون المخدرات. كنت أهوّن على نفسي بعد فترة التصوير. كلّ أمنيتي أن أكون قد ساهمت بالحدّ الأدنى من التوعية لكلّ من شاهد هذا البرنامج، طفلاً كان أو امرأة أو عاملا أو لاجئاً.

هل يستغل البعض شهرة الفنانات من أجل القضايا الإنسانية؟

نحن نعيش تحت الضوء ولا أعتقد أنّ كثيرات يلجأن إلى استغلال النجمات من أجل القضايا الإنسانية. على العكس تماماً، المعنويات التي يقدّمها المشاهير إلى القضايا الإنسانية تحفّز بعض المموّلين أو المرتاحين مادياً على التبرّع أو التطوّع أو تبنّي قضية إنسانية محقّة يجب أن تنال أهميّة ما.

بعد "بلا حدود"، انتشر القتل وزادت الحروب ودهمتنا "داعش" هل أنت خائفة من داعش؟

بالطبع أكذب لو قلت إنّني لست خائفة على العالم العربي وعلى نفسي وعائلتي وابنتي. ما حصل في العراق منذ شهرين يدعو إلى القلق. ولا يقتصر الخطر على المسيحي أو المسلم أو حتّى اليهودي الآمن الذي لا علاقة له بالصهيونية. كلّنا نواجه اليوم عدواً شرساً يتمثّل في منظمات إرهابية، لا أعرف سوى أنّها تريد تدمير العالم العربي.

تجدين الصورة أكثر هدوءاً في القاهرة، مكان إقامتك الحالية؟

الصورة هي نفسها في أيّ دولة عربية تعاني منذ ثلاث سنوات، مصر تتأرجح، بين السلام والحرب. العراق يُدمّر، بيروت لن تعرف الهدوء أبداً، والخوف كلّ الخوف على الجيل الذي يتربّى أو يولد في هذه المناطق. أطفال سورية مثلا مهجّرون بلا مدارس، لثلاث سنوات خلت، ماذا ننتظر؟ الخوف كل الخوف من الآتي، والمستقبل يجب أن يقوم على التربية السليمة والنشأة الصالحة، بأن نحيّد الأطفال والنساء عن القتال، وننظّم الحياة في التهجير القسري.

هناك أولويات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ببثّ روح الأمل والعلم والبعد عن الانحراف بين اللاجئين إلى أيّ فصيل انتموا. يجب تحييدهم عن العنف وعن القتال وتنظيم شؤون معيشتهم في الخيم أو البيوت المستعارة، والتعامل مع الأطفال والعناية بغذائهم وصحتهم.

في لبنان نفتقد الكثير من هذه الأولويات؟
ربّما، لكن على الدولة اللبنانية تنظيم شؤون اللاجئين. وطالبتُ بعد "بلا حدود"، ومن خلاله، أن تتشكّل خلايا تطوّعية من أجل تنظيم هذه الأسر النازحة. لكنّني وجدتُ الآذان صمّاء. كنتُ سعيدة في تقرير نشرته جريدتكم حول معرض الرسم الذي أُقيم في مخيم اللاجئين السوريين في تركيا. عندما أُعطَوا الفرصة الحقيقية كان الإبداع حليفهم.

اللوحات التي شاهدتها تنمّ عن فنّ وذوق عند السوريين وليس كما يصفهم البعض أو يحاولون وصفهم. فالظروف هي التي ألقت بعضهم ليصيروا أسرى بيد المنظمات الإرهابية. أطالب بتنظيم هؤلاء اللاجئين، فهم في النهاية ضحايا كما كلّنا ضحايا في الوطن العربي.

بالعودة إلى الفنّ، لماذا تقيمين حالياً في القاهرة؟

نحن نتابع تصوير مسلسل "سيرة حبّ" الذي عُرِضَ الجزء الأوّل منه في رمضان الماضي على شاشة osn وسيعاد عرضه على قنوات أخرى قريباً، منها LBCI اللبنانية. هو من النوع الرومانسي الخفيف، قصّة حبّ لفتاة لبنانية تقيم مع والدها في القاهرة، ويقع في حبّها شابان، الأوّل أرمل والثاني يريد الفوز بها بعدما أعجبته من لقاء الصدفة الأوّل.

أبعدكِ "سيرة حبِ" عن المسلسلات العربية التي تجمع أكثر من جنسية ضمنها وحُكي عن مردود مالي عالٍ لتسعين حلقة من سيرة حبّ؟

لا أريد الدخول في الشقّ المادي، لكنّني أجزم أنّ الإنتاج كان جيداً جداً وهذا هو الأهم. وسبب اختياري القاهرة هو رغبتي في الهروب قليلاً من التكرار الذي كاد يصيبني لو قمت بتجربة ثالثة مماثلة لـ"روبي" و"لعبة الموت"، أي تقديم مسلسل عربي مشترك. ثم إنّ التجربة المصرية أغنتني بشكل أو بآخر وصقلت أدائي، وجعلتني أقوى أكثر.

بصراحة، ما هو المسلسل الذي أعجبك في موسم رمضان 2014؟

حقيقة لم أتابع بالقدر الكافي لأنّني كنت منشغلة بتصوير الجزء الثاني من "سيرة حبّ" الذي سيبدأ عرضه قريباً، وهو صُوِّرَ خلال شهر رمضان، لكنّني تابعتُ القليل من مسلسل "كلام على ورق" ولم يتسنَّ لي متابعته كاملاً، لكن وجدتُ في هيفا وهبي ممثّلة جيّدة.

وغيره من الأعمال؟
حقيقة لم أتابع، وأتمنى لو سمح لي الوقت أن أتابع المسلسلات كلّها في الإعادة. (تكمل مُمَازِحة) "في الإعادة إفادة".

برحابة صدر تقبّلتِ موضوع سحب بطولة مسلسل "السيّدة الأولى" منكِ وذهابها إلى الفنانة غادة عبد الرازق، وتعجّب كلّ المتابعين من موقفك؟ لماذا العجب؟

غادة عبد الرازق نجمة لها ثقلها في عالم التمثيل، ولم أحزن على الدور الذي خطفته فنانة محترفة، أنا أتعلّم من غادة عبد الرازق.

هذا تواضع، أم ابتعاد عن المشاكل؟
لا هذا ولا ذاك، هذه حقيقة! لو أخبرك بالأدوار التي رفضتها وقامت ببطولتها ممثلات أخريات لأُصِبتَ بصدمة حقيقية: "الدنيا قسمة ونصيب".

ماذا عن الحرب مع زميلتك نادين الراسي؟

لا أحبّ التحدث بهذا الموضوع، أنا إنسانة مسالمة بطبعي. هذا رد ديبلوماسي؟ لا تهمني التفسيرات بل أعيش بسلام وإيمان داخلي يقيني شرّ البعض.

ماذا عن أسرتك الصغيرة؟

(تصمت قليلا). لا تذكّرني. استرقتُ أيّاماً في فترة العيد لأكون إلى جانبهم، زوجي فريد وابنتي تاليا، لكنّني عدتُ إلى متابعة عملي. وفي نهاية سبتمبر/أيلول أنتهي من تصوير "سيرة حبّ" وسأكون إلى جانبهم لوقت أطول إن شاء الله.

المساهمون