أسطول الحرية يستعد للتوجه إلى غزة في ذكرى النكبة

18 ابريل 2018
مخاوف من تعرض الاحتلال الإسرائيلي للأسطول (فيسبوك)
+ الخط -
يحضر "تحالف أسطول الحرية" و"اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" لإطلاق سفينتين ستبحران من شمال أوروبا، باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط بهدف كسر الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بعد الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006 والتي أدت إلى نجاح حركة حماس.


وقال رئيس "منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني" (يوروبال)، زاهر البيراوي، لـ"العربي الجديد" إنه يتم التحضير لأسطول جديد سينطلق في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية من السويد والنرويج، وليتجه إلى شواطئ غزة بهدف كسر الحصار البحري الخانق الذي يعانيه أهلها.

وكانت "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" قد نظمت أول أسطول عام 2010، والذي تعرض في تاسع محاولاته كسرَ الحصار لاعتداء من الجيش الإسرائيلي أدى إلى مقتل عشرة من المتضامنين الأتراك مع الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى إصابة 60 آخرين كانوا على متن السفينة. كما تمت مصادرة حمولتها التي بلغت 10 آلاف طن من المساعدات.

وحاولت اللجنة إرسال أسطول آخر في العام التالي، إلا أن دولاً أوروبية مارست ضغوطاً نجحت في عرقلة وصول الأسطول إلى شرق المتوسط. وعدل التحالف من استراتيجيته بعدها، ليقوم بإرسال قوارب أصغر إلى السواحل الغزية، بينما خصص عام 2017 لمساعدة الصيادين الفلسطينيين الذين تستهدفهم البحرية الإسرائيلية، وأحياناً المصرية.

وقال البيراوي إن "مشروع أسطول عام 2018 قد تبلورت فكرته في الشهر الأول من هذا العام، حيث ستنطلق سفينتان من السويد والنرويج في الذكرى السبعين للنكبة."

وأضاف البيراوي أن إحدى السفينتين قد تمت تسميتها "باسم العودة دعماً لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها عام 1948، ودعماً لمسيرة العودة الكبرى التي انطلقت هذا العام في ذكرى يوم الأرض."

وستتوقف السفينتان في عشرة موانئ في طريقها من شمال أوروبا إلى شرق المتوسط، وستشمل لأول مرة ميناء عربياً في شمال أفريقيا. وسيضم الأسطول عشرات الناشطين الفلسطينيين والمتضامنين من الأوروبيين المؤيدين الحقوقَ الفلسطينية من نحو عشرين دولة.

وسيقوم الأسطول بإحياء فعاليات مناصرة لفلسطين في المدن التي سيتوقف فيها، ويتوقع أن يصل إلى الميناء الأخير في شرق المتوسط في يوليو/ تموز قبل التوجه إلى غزة.

ويهدف التحالف الدولي الذي يضم اثنتي عشرة مؤسسة من عشر دول مختلفة إلى إرسال عدة رسائل، وفقاً للبيراوي: "الرسالة الرئيسية التي يريد أن يبعث بها التحالف هي الإصرار على كسر الحصار غير الشرعي على القطاع، إضافة إلى ضمان مستقبل عادل لسكانه وتأكيد حق العودة للاجئين".

كما يرى البيراوي أن الأسطول يبعث برسالة أخرى، "أن العالم لن يقبل باستمرار الحصار ضد مليوني فلسطيني لأنهم اختاروا قيادة لم تعجب الأميركيين والإسرائيليين".

ويرى البيراوي أنه رغم احتمال الاعتقال، كما حصل في الاعتداء على سفينة "مافي مرمرة" عام 2010، إلا أن المتظاهرين مصرون على المتابعة. وسيحمل الأسطول نحو 100 شخصية من السياسيين والقيادات المجتمعية والفنية والشخصيات الحقوقية أيضاً. كما ستتاح الفرصة للمشاركة الجزئية في الأسطول بين مدن محددة فقط، وهو ما يتيح مشاركة أكبر عدد ممكن من النشطاء والمتضامنين.

وفي معرض السؤال عن التجهيزات التي اتخذها التحالف لتجنب حادثة "مافي مرمرة"، قال البيراوي "إن المشكلة في تصرفات الاحتلال وليست في التجمع الهادف إلى كسر الحصار". وأضاف: "إن التجمع سلمي ولا يمارس العنف".

إلا أن البيراوي توقع أن تقوم السفن الحربية الإسرائيلية باعتقال السفينة وسحبها، ولكنه شدد على أن العمل شعبي ولدى المشاركين تعليمات بعدم الرد على الاستفزازات الإسرائيلية كي لا يتم استهدافهم بذريعة العنف ضد جيش الاحتلال.



أما من ناحية الدعم العربي لهذا الأسطول، فيرى البيراوي أن العالم العربي الرسمي سقفه منخفض ويتموج مرتبطاً بالمواقف الأميركية. وأضاف أن "الحملة تمكنت هذا العام بالتعاون مع عدد من النشطاء العرب من ترتيب استضافة ميناء عربي من دول شمال أفريقيا لسفن الأسطول، وستستطيع هذه السفن الرسو في هذا الميناء لأنها مرخصة كسفن خاصة ولا تستطيع السلطات إيقافها".