وقالت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني، لـ"العربي الجديد" إن طواقمها تعاملت اليوم مع 15 مصاباً، ثلاثة منهم نقلوا إلى المستشفيات، تعرضوا للضرب المبرح من قبل جيش وشرطة الاحتلال، أثناء محاولتهم الاحتجاج على عمليات اقتحام المستوطنين".
وأوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "الوحدات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال، هاجمت المصلين، واعتدت عليهم بالضرب المبرح بالعصي وأعقاب البنادق".
كما اعتقل عناصر الشرطة أكثر من أربعة محتجين، أرادوا منع المستوطنين من أداء رقصات وصلوات تلمودية استفزازية في باحات الأقصى، وفق المصادر.
وانتشرت شرطة الاحتلال وعناصر الوحدات الخاصة، والعشرات من الجنود عند بوابات الأقصى، ومنعوا دخول المصلين، وحاولوا الاعتداء على عدد منهم، في الوقت الذي أمنوا فيه دخول أكثر من 300 مستوطن متطرف إلى الباحات، واستفزاز مشاعر المصلين المرابطين فيه.
ودخل المستوطنون، إلى باحات الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى، على شكل مجموعات كبيرة، تلبية لدعوات كبار الحاخامات المتطرفين لاقتحام الأقصى عشية ما يسمى بذكرى "خراب الهيكل".
إلى ذلك، حاول عدد من المستوطنين المتطرفين تأدية صلوات تلمودية، ورقصات استفزازية في باحات الأقصى لكن حراس المسجد تمكنوا من إخراجهم منها، رغم تدخل عناصر الشرطة الإسرائيلية ومحاولة تأمينهم.
وقال مدير المسجد الأقصى، عمر الكسواني لـ"العربي الجديد" إن "عمليات الاقتحام التي تمت اليوم، تم التخطيط لها قبل خمسة أيام، من ضمنها الاعتداء على مصلين وتأدية صلوات تلمودية وتمزيق ملابس".
وأضاف "ما جرى هو عملية اقتحام متكاملة، وليس كما تدعي سلطات الاحتلال، أنها زيارة عادية للمستوطنين والسياح الأجانب، كونها تضم شعائر وطقوس دينية يهودية، وفيها استفزاز كبير لمشاعر المسلمين والمصلين".
ولفت الكسواني إلى أن "عمليات الاقتحام جرت بتهديد السلاح" ، مشدداً على أنه "لا يحق لغير المسلمين ولا شرطة الاحتلال التصرف بالمسجد الأقصى والتحكم فيه".
واستنكر مدير الأقصى، عمليات الاقتحام، واصفاً إياها بـ"الخطيرة" ومحملاً شرطة الاحتلال تداعياتها والمسؤوليات المترتبة عليها.
ودعا الكسواني، الدول الإسلامية والعربية، إلى الوقوف إلى جانب المسجد الأقصى، وحمايته في الوقت الذي دعا فيه الفلسطينيين وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد والرباط فيه لحمايته من تلك الاعتداءات المتكررة.
من جهتها دانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وصفته بـ"الحرب الاسرائيلية الشاملة التي تشنها حكومة الاحتلال وأجهزتها المختلفة على القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك".
كذلك، حذّر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سامي أبو زهري، من التصعيد الإسرائيلي "الخطير" في المسجد الأقصى، واقتحام المستوطنين له، داعياً الجماهير الفلسطينية في القدس والداخل إلى الاستنفار لحماية المسجد الأقصى.
وطالب أبو زهري، في تصريح وزع على الصحافيين، الأطراف الدولية إلى التدخل لوقف عدوان الاحتلال ومستوطنيه على الأقصى، مؤكداً أن هذه الجرائم "كفيلة بتفجير الوضع كله في حال استمرارها".
من جهتها، حذرت الحكومة الفلسطينية من تبعات استمرار عدوان الجماعات الاستيطانية على المسجد الأقصى، وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود في تصريح له، إن "الحكومة الإسرائيلية تعلم علم اليقين أن العدوان على المسجد الأقصى المبارك هو عدوان على أقدس مقدسات المسلمين، وبالتالي يشكل عدوانا على الأمتين العربية والإسلامية، وعدوانا صارخا على الروح الدينية والوطنية لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، وأن من شأن ذلك أن يدفع إلى مزيد من التوتر ليس في فلسطين فحسب بل في كافة أرجاء المنطقة".
وطالب المحمود المجتمع الدولي وكافة المؤسسات العالمية ذات الصلة، بسرعة التدخل للجم هذا العدوان على مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية الذي تغذيه وتشرف عليه الحكومة الإسرائيلية.
وشدد المتحدث الفلسطيني على أن المساس بالمسجد الأقصى ومنع المصلين من أداء واجباتهم الدينية كما تفعل الحكومة الإسرائيلية، يشكل اعتداء فظيعا على كافة القوانين والنواميس الدينية والأخلاقية التي تكفل لبني البشر حرية العبادة وتمنع المساس بالأماكن الدينية.