هولوكوست الأسد

03 سبتمبر 2014
+ الخط -

هل تذكرون ما فعله هتلر والمنظمة الصهيونية باليهود في الحرب العالمية الثانية. أفعاله تلك تشبه قصة ما يجري، الآن، في سورية بين بشار الأسد وأبناء الطائفة العلوية.

ونرى، اليوم وفي القرن الواحد والعشرين، تشابهاً بين ما فعله هتلر باليهود، وما يفعله بشار بالسوريين العلويين، فالفرق أن هتلر حرق طائفةً، لا تمسه بأي صلة، أما الأسد فإنه يحرق طائفة، من المفترض أنه ابنها، مثلما أحرق بلداً وشعباً لم ولن يكون يوماً منهم.

المنظمة الصهيونية استعانت بهتلر النازي، وضحّت بعدد لا يستهان به من اليهود من أجل قيام دولة إسرائيل، أيضاً بشار اليوم يضحي بأبناء طائفته، من أجل البقاء في السلطة، بذريعة إيهامهم بخطر الإرهابيين والمتشددين الإسلاميين مثل"داعش" وغيرها.

إذن، لماذا قام نظام الأسد بتجييش الطائفة، وتوريط أعداد كبيرة منها بارتكاب القتل والمجازر بحق إخوتهم من أبناء الشعب السوري، حتى وإن كان من الطائفة نفسها، وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء، ألم يعترف بشار الأسد بلسانه أن الستة أشهر الأولى كانت فيها المظاهرات سلمية، فكيف إذا تم قتل 3600 مدني في أثناء تلك الفترة؟ ألم يُقتل هؤلاء المتظاهرون السلميون على أيدي شبيحته، فماذا كانت خطورة هؤلاء المتظاهرين المطالبين بالحرية والكرامة؟

لقد زجَّ بشار الأسد طائفته في حربٍ مجنونةٍ ضد شعبه، وجعلها أداة لقمع هذا الشعب، وكانت النتيجة أن تعسكرت الثورة، ما أدى إلى سقوط مئات آلاف الضحايا من جميع الأطراف والطوائف.

والآن، وبعد ثلاث سنوات ونصف على بداية الأحداث، أصبح عديدون من أبناء هذه الطائفة يقفون ويسألون، لماذا نموت، ومن أجل أي هدف؟ هل، مثلاً، من أجل أيهم كمال الأسد، الذي كان هو وزوجته، كندة مخلوف، مع إخوته سامر وعلي وزوجاتهم يستمتعون بشواطئ اللاذقية بشمسها وبحرها، لتعبر شقيقة أحد ضحايا عائلة الأسد، والتي تنتمي للطائفة العلوية قائلة: "أخي مات من أجل بيت الأسد أن يسبحوا ويتشمسوا".

فبعد شعورهم بأنهم يدفعون ثمناً باهظاً من الضحايا لأجل بقاء بشار الأسد على كرسيه، وبقاء رامي مخلوف ينهب الملايين والمليارات، رأينا كيف بادرت مجموعة من الناشطين العلويين حملة باسم "صرخة"، وزعوا فيها مناشير مطبوعة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتحديداً في المناطق العلوية كطرطوس واللاذقية وأرواد، كتب فيها عبارات: "الكرسي إلك والتابوت لولادنا"، و"الرئيس بالقصر وأولادنا بالقبر".

ولا يمكن أن ننسى ما حدث أخيرا بالفرقة 17 واللواء 93، ومطار الطبقة العسكري، وسيطرة داعش عليها كاملة، ثم إعدامها مئات من جنود الأسد جُلهم من الطائفة العلوية، وكيف أن نظام الأسد لم يستطع حمايتهم، وقد ضحّى بهم، في محاولة جديدة منه لإعادة شرعيته واكتساب تعاطف دولي ليحارب الارهاب، بالتنسيق مع من كان يتهمهم سابقاً بالمتآمرين على سورية، ليظهر بعدها وسم في "فيسبوك" باسم "وينن"، مطالبين من خلاله بحق أولئك الجنود المضحى بهم، كما شعروا أخيرا، مطالبين برحيل الأسد، في طرح جريء منهم، ولأول مرة، بعدما شعروا بالمحرقة التي قد تصيبهم في وقت لا ينفع فيه الندم.

أيضاً، عندما نرى، منذ أيام، دريد رفعت الأسد، يطالب الرئيس الأسد بتشكيل فرقة عسكرية تضم بين 1000 إلى 150 ألف مقاتل ومجهزة بالعتاد الحربي المناسب في منطقة جورين بسهل الغاب، والتي ستكون قادرة، كما أكد دريد، على الدفاع عن الخط الممتد من ريف حماة الشمالي، وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي من أي هجوم عسكري مسلح متشدد، لمنع حصول مجازر بحق سكان هذه المناطق، لنرى أن تلك المناطق كلها ذات أغلبية علوية على الساحل السوري، فأصبح الجميع، الآن، على يقين بأن تلك الخطة الخبيثة بداية لمزيد من الشرخ السوري، وبداية لتثبيت تقسيم سورية طائفياً، وعلى ما يبدو فإن عائلة الأسد ستجر هذه الطائفة، إن استمرت على سكوتها وبقائها بجانب ذلك النظام، إلى المحرقة.

وبعد ذلك كله، ألا يحق لأبناء هذه الطائفة التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أبناء طائفتهم وأبناء شعبهم، ليقفوا مع ثورة الحرية والكرامة، وليس مع ثورة داعش والإرهاب، الذي نشأ بسبب سياسات الأسد، الحاقدة والطائفية، في مواجهة ثورة الشعب السوري.

avata
avata
رائد الجندي (سورية)
رائد الجندي (سورية)