أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي تعيق الاجتياح البري لغزة

23 أكتوبر 2023
"يديعوت أحرونوت": تزيد أزمة الثقة من صعوبة التركيز على الحرب واتخاذ القرارات (الأناضول)
+ الخط -

قال موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، اليوم الاثنين، إن العلاقة بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والجيش الإسرائيلي تشهد أزمة ثقة تعيق الاجتياح البري لقطاع غزة، رغم أن القرار قد يأتي في الأيام أو حتى الساعات القريبة.

ونفت مصادر إسرائيلية للموقع ممارسة الإدارة الأميركية ضغوطات على إسرائيل بشأن التوغل البري، من أجل التقدّم في قضية الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس في غزة.

في المقابل، شكك الموقع في قدرة إسرائيل على الفصل بين قضيتي الأسرى والاجتياح البري في ظل الضغوط الأميركية.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه إذاعة الجيش، اليوم الاثنين، إن إسرائيل وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البري إلى غزة حتى وصول قوات أميركية إضافية.

وكان الناطق بلسان جيش الاحتلال دانيال هغاري قد قال، أمس الأحد، إن الجيش ينتظر قرار المستوى السياسي للاجتياح.

واعتبر الموقع أن الجيش ينقل من خلال هذه التصريحات العبء إلى الحكومة، وخاصة رئيسها، مضيفاً أنه عدا الخلافات بشأن توقيت العملية، هناك أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش، وكذلك داخل المجلس الوزاري المصغرّ لشؤون الحرب (كابينيت الحرب)، وأيضًا داخل المجلس الوزاري الموسّع للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت).

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن أزمة الثقة تزيد من صعوبة التركيز على الحرب واتخاذ القرارات، بما فيها "القرارات الصعبة"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تحتاج الآن إلى قيادة فعالة تركز على المهمة".

وتابع الموقع بأن تأثير "لاعبَي التعزيز" من حزب "همحانيه همملختي" (المعسكر الرسمي)، بني غانتس وغادي أيزنكوت، منذ انضمامهما إلى حكومة الطوارئ، محدود للغاية على النتيجة النهائية، على الأقل في الوقت الحالي.

صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها

واعتبر الموقع أن "الحلقة الضعيفة" في ظل الوضع الحالي هي حكومة الاحتلال. وبحسب شهادات مسؤولين سياسيين وعسكريين، فإن الحكومة تواجه صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال.

وأفادت وسائل إعلام عبرية، الأسبوع الماضي، بأن نتنياهو منع اتخاذ قرار بشأن عملية استباقية في لبنان، في ظل التصعيد مع "حزب الله"، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ووزير الأمن يوآف غالانت أوصيا بتنفيذ هذه العملية، وهو الأمر الذي نفاه نتنياهو.

وكان في صلب المناقشات، بحسب الموقع الإسرائيلي، الطلب الأميركي من إسرائيل الامتناع عن توجيه ضربة استباقية في لبنان، كما أرفقت الولايات المتحدة مع طلبها مساعدات عسكرية ضخمة متعهدة بدعم جيش الاحتلال في حال بدأ "حزب الله" حرباً ضد اسرائيل.

وذكر الموقع أن وزراء في حكومة الاحتلال قالوا، هذا الأسبوع، إن نتنياهو هو من يعيق الاجتياح البري لقطاع غزة. ووصف أحد الوزراء، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، نتنياهو بأنه "جبان".

وأردف "يديعوت أحرونوت" بالقول إن الحرب على غزة أدت إلى إجماع في المجتمع الإسرائيلي، فيما خلقت أزمة ثقة في صفوف الحكومة وقيادة الجيش.

ويحمّل نتنياهو كبار المسؤولين في الجيش مسؤولية ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ولا يتعجل في تبني الخطط التي يقدمونها.

وليس من قبيل الصدفة أنه التقى مرتين في الأيام الأخيرة مع اللواء المتقاعد إسحاق بريك، الذي ينتقد بشدة قدرات الجيش البرية ويعارض التوغل البري في غزة، وكان موقفه قد احتل العناوين في وسائل الإعلام الإسرائيلية بدفع من المقرّبين من نتنياهو.

وتعيق العلاقات المتوترة بين نتنياهو وغالانت العمل المشترك واتخاذ القرارات. وبدأت العلاقات تتوتر بشكل ملحوظ بينهما في شهر مارس/آذار الماضي، على خلفية تصريحات أدلى بها غالانت ضد التعديلات القضائية، كما فاقم التسريب بشأن معارضة نتنياهو عملية في الشمال الأزمة.  

في غضون ذلك، تؤخذ في حسابات المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين الإسرائيليين مسألة لجنة التحقيق التي قد تقوم بعد الحرب لفحص الإخفاقات الإسرائيلية.

ويؤثر ذلك في أقوالهم خلال الاجتماعات، والتي تُقيّد في البروتوكولات، وبالتالي في النقاشات بينهم بشأن القرارات المطلوبة.

وأشار موقع "يديعوت أحرونوت" إلى أن الحكومة أعلنت عن أهداف للحرب، منها محو حماس عن الوجود، وهو ما يشكك الجيش في إمكانية تحقيقه. ويلوم الجيش المستوى السياسي لأنه لم يحدد له أهدافاً واضحة، كما تتخبط إسرائيل بشأن من سيحكم غزة وطبيعة النظام فيها، في حال حققت أهدافها.

المساهمون