اعتقال ناشط سياسي وصم الأمير عبد القادر الجزائري بـ"الخيانة"

26 يونيو 2021
نور الدين آيت حمودة (تويتر)
+ الخط -

اعتقلت السلطات الجزائرية، مساء اليوم السبت، الناشط السياسي والنائب السابق في البرلمان نور الدين آيت حمودة، صاحب التصريحات المثيرة للجدل ضد عدد من الشخصيات الجزائرية التاريخية، بينها الأمير عبد القادر الجزائري.

وأوقفت وحدة من قوات الأمن نور الدين آيت حمودة في فندق وسط مدينة تيشي ببجاية، شرقي الجزائر، عقب إلقائه محاضرة نظمتها جمعية ثقافية محلية، جدد فيها تعرضه لسيرة الأمير عبد القادر الجزائري، ولرائد النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس، ووصفهما بالعمالة لصالح فرنسا خلال فترة استعمارها الجزائر.

وقبل المحاضرة، كان بن حمودة قد تمسك بتصريحاته المثيرة للجدل ضد الشخصيات التاريخية، وتحدى عائلاتها رفع دعوى قضائية ضده.

وكان بن حمودة قد صرح، في حوار تلفزيوني بثته قناة محلية قبل أسبوع، بأنّ الأمير عبد القادر "وبتوقيعه معاهدة التافنة، فإنه قد باع الجزائر لفرنسا وأحفاده ما زالوا يتلقون إعانات من فرنسا إلى يومنا هذا".

ووصف مؤسس "الحركة الوطنية في الجزائر" خلال عهد الاستعمار الفرنسي مصالي الحاج بأنه خائن (لرفضه إطلاق ثورة التحرير)، كما وجه انتقادات حادة ضد الرئيس الراحل هواري بومدين، وقال إنّ "الجزائر تعاني إلى اليوم من الألغام التي وضعها بومدين"، ووصفه "بالعقيد الوحيد في العالم الذي لم يطلق رصاصة واحدة في حياته".

وأقدمت وزارة الاتصال الجزائرية، عقب ذلك، على سحب مؤقت لاعتماد قناة "الحياة" حتى 29 يونيو/حزيران الجاري، بناء على قرار من سلطة ضبط السمعي البصري، بعد بثها الحوار الذي أثار جدلاً واسعاً في البلاد، خاصة أنّ هذا الناشط السياسي ليس مؤرخاً، ولم يكن للقناة أي مبرر لمحاورته في قضايا تاريخية صرفة، كما كانت السلطة قد استدعت الصحافي هابت حناشي، مدير قناة "الحياة"، لمسائلته عن القضية.

وبن حمودة هو نجل أحد أبرز قادة ثورة التحرير الجزائرية، العقيد عميروش، وكان عضواً نشطاً في الحركة الثقافية البربرية، ثم في حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" قبل أن ينسحب منه، وقضى أكثر من عهدة نيابية في البرلمان، ومعروف بتصريحاته الجدلية إزاء قضايا اللغة والهوية، وتهجمه على كل ما له علاقة بالرموز العربية والإسلامية. وكان في فترة الأزمة الأمنية قائداً لفرقة مسلحة في قرى تيزي وزو، سلحتها السلطات للمساعدة في محاربة الجماعات الإرهابية، كما تتهمه عائلة المغني المعارض معطوب الوناس بالتورط بشكل غير مباشر في اغتياله، لكنه ينفي ذلك تماماً.