الرئيس الصيني يندّد بحملة غربية تقودها واشنطن "لتطويق" بلاده

07 مارس 2023
سيحظى شي بولاية رئاسية ثالثة خلال أيام (Getty)
+ الخط -

ندّد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جلسة برلمانية في بكين، بحملة غربية تقودها الولايات المتّحدة لـ"تطويق" بلاده و"احتوائها وقمعها"، بحسب ما نقلته عنه وسائل إعلام حكومية مساء الإثنين.

وقال شي، بحسب ما نقلته عنه وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية، إنّ "دولاً غربية، بقيادة الولايات المتّحدة، نفّذت سياسة احتواء وتطويق وقمع ضدّ الصين، الأمر الذي أدّى إلى تحدّيات غير مسبوقة لتنمية بلادنا".

وتضاعفت في السنوات الأخيرة المواضيع الخلافية بين الصين والولايات المتّحدة، سواء حول قضية أقلية الإيغور المسلمة، أو اختلال الميزان التجاري بين البلدين، أو مسألة تايوان، أو ملف الهيمنة في مجال التقنيات المتقدمة، أو الاتّهامات بالتجسّس.

وبسبب هذه الملفّات، فرض الغرب عموماً والولايات المتّحدة خصوصاً، عقوبات على الصين التي ردّت بالمثل.

وأوضح شي، وفقاً لـ"شينخوا"، أنّ "البيئة الخارجية للتنمية في الصين شهدت تغيّرات سريعة، والعوامل غير المؤكّدة والتي لا يمكن التنبّؤ بها زادت بشكل كبير".

وشي، البالغ من العمر 69 عاماً، والذي سينال في غضون أيام قليلة ولاية رئاسية ثالثة غير مسبوقة في تاريخ الصين، أدلى بتصريحه هذا على مسامع أعضاء في لجنة استشارية خلال الدورة البرلمانية السنوية.

وفي تصريحه، قال شي إنّ السنوات الخمس الماضية اتّسمت برزمة جديدة من العقبات تهدّد بإبطاء وتيرة الصعود الاقتصادي للبلاد. وأضاف أنّه يتعيّن على الصين أن "تتحلّى بالشجاعة للقتال في وقت تواجه البلاد تغيرات عميقة ومعقّدة، على الصعيدين المحلّي والدولي في آن معاً".

ويأتي خطاب شي بعيد أسابيع قليلة من إلغاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى بكين، بعدما أسقطت الولايات المتّحدة فوق أراضيها منطاداً صينياً قالت إنّه تجسّسي، في حين أكّدت بكين أنّه مجرد منطاد مدني انحرف عن مساره.

كما تدور معركة شرسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال تصنيع أشباه الموصلات، وهي رقائق إلكترونية أساسيّة في عدد كبير من القطاعات والمنتجات التي تراوح من السيارات إلى الهواتف الذكية، مروراً بالتجهيزات الطبية وحتّى الأدوات الكهربائية المنزلية.

وشدّدت واشنطن في الأشهر الأخيرة العقوبات المفروضة على مصنّعي الرقائق الصينيين للحدّ من وصولهم إلى التكنولوجيا الأميركية، مبرّرة ذلك بأنّ هذه الشركات تقوم بـ"أنشطة تتعارض مع الأمن القومي" الأميركي.

إلى ذلك، ألقى وزير الخارجية الصيني تشين قانغ باللائمة على الولايات المتحدة في زيادة التوتر بين واشنطن وبكين، وقال إنه إذا لم تغير الولايات المتحدة مسارها، فسيكون هناك "صراع ومواجهة". وأضاف: "تصورات الولايات المتحدة ووجهات نظرها حول الصين مشوهة للغاية. فهي تعتبر الصين منافسها الأساسي وأكبر تحدٍّ جيوسياسي لها. هذا يشبه الزر الأول في القميص إذا وضع خطأ".

وأفاد بأنّ الولايات المتحدة تقول إنها تضع قواعد حاكمة للعلاقات مع الصين ولا تسعى إلى الصراع معها، لكن ما يعنيه هذا في الممارسة العملية هو أنه ليس من المفترض أن تستجيب الصين بالكلمات أو الإجراءات عند تعرضها لافتراء أو هجوم، مستطرداً بالقول: "هذا مستحيل".

وعن أزمة أوكرانيا، قال الوزير، اليوم الثلاثاء، على هامش الاجتماع السنوي للبرلمان، إن هذه الأزمة تحركها "يد خفية" على ما يبدو، من أجل إطالة أمد الصراع وتصعيده، لافتاً إلى أن "اليد الخفية تستخدم أزمة أوكرانيا لخدمة جداول أعمال جيوسياسية معينة"، ودعا إلى بدء الحوار في أقرب وقت ممكن.

وأردف: "الصراع والعقوبات والضغط لن تحل المشكلة... يجب أن تبدأ محادثات السلام في أقرب وقت ممكن، ويجب احترام المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف".

يأتي تكرار تشين لموقف الصين من حرب أوكرانيا وسط توتر متزايد بين بكين والاتحاد الأوروبي، الذي شكك في صدق الصين كوسيط عندما رفضت إعلان روسيا على أنها المعتدي في الصراع.

وقال تشين أيضاً إنّ بكين لم تقدم أسلحة إلى جانبي الصراع في أوكرانيا، وسط تحذيرات شديدة من المسؤولين الأميركيين بشأن "عواقب" غير محددة على الصين إذا أرسلت عتاداً فتاكاً إلى روسيا.

وأكد أن الصين "ليست طرفاً في الأزمة، ولم تقدم أسلحة إلى جانبي الصراع. فما أساس هذا الحديث عن اللوم والعقوبات والتهديدات ضد الصين؟ هذا أمر غير مقبول تماماً".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون