الفلسطينيون يشيعون الشهيد محمد حسنين في مدينة البيرة: خرج لنصرة جنين رغم إصابته

03 يوليو 2023
أصيب حسنين برصاص قوات الاحتلال الحيّ في رأسه (العربي الجديد)
+ الخط -

شيّع أهالي مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، ظهر اليوم الاثنين، جثمان الشاب محمد عماد حسنين (21 عاماً) إلى مقبرة البيرة الجديدة، إثر استشهاده خلال مواجهات اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة، فجر اليوم، حيث خرج الشبان نصرة لمخيم جنين.

وخرجت جنازة عسكرية للشهيد حسنين من مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، حيث حمله على الأكتاف أفراد الأمن الوطني الفلسطيني، قبل انطلاق جنازة شعبية له.

وأصيب حسنين برصاص قوات الاحتلال الحي في رأسه، على الرغم من كونه يمشي على عكازات نتيجة معاناته من إعاقة وشلل في رجله، بسبب إصابة سابقة بخمس رصاصات خلال مواجهات عام 2019 في المكان ذاته.

وروى أشقاء حسنين وأصدقاؤه حادثة استشهاده لـ"العربي الجديد"، وقال شقيقه نائل الذي كان برفقته، إنه هو ومحمد خرجا بعد وصول دعوات لمساندة أهالي جنين، ولكون منزلهما في مكان قريب من مستوطنة بيت إيل والمدخل الشمالي لمدينة البيرة، توجها إلى قرب الحاجز العسكري الإسرائيلي المقام هناك، حيث كان عشرات الشبان يتجمعون ويشعلون الإطارات.

وأكد نائل أن شقيقه أصيب برصاصة في رأسه مباشرةً، حين كان يحاول فتح باب مركبته لمغادرة المكان، حيث كان جيش الاحتلال يطلق الرصاص باتجاه الشبان، بعدما أطلق مقاومون النار على الحاجز.

بدوره، قال صديقه ماهر منجد لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكاً وقع قرب الحاجز العسكري، وأطلق جيش الاحتلال الرصاص تجاه الشبان الموجودين هناك، وأصيب محمد برأسه، مشيراً إلى أن الأخير كان دائماً من أوائل الحاضرين في كل الدعوات للتصدي للاحتلال والمستوطنين.

وانطلق الموكب بجنازة عسكرية صباح اليوم الاثنين، من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، حيث حمل أفراد الأمن الوطني جثمانه، قبل أن يحمله الشبان ويجوبوا به شوارع رام الله، وسط هتافات مساندة لمخيم جنين والمقاومة الفلسطينية.

وفي منزل ذوي الشهيد، ودعته والدته وقريباته، وسط حزن كبير، لكن أمه ودعته بكلمات عبّرت فيها عن فخرها بابنها الذي لم يترك ميدان مواجهة الاحتلال منذ كان طفلاً، واستمر رغم إصابته البليغة.

وأدى الأهالي صلاة الجنازة على جثمان الشهيد في مسجد العين في البيرة، قبل مواراته الثرى في مقبرة البيرة الجديدة، ظهر اليوم، وسط كلمات تأبينية أكدت رسالة الشهيد حسنين في الدفاع عن جنين ومخيمها.

وقالت والدة الشهيد حسنين لـ"العربي الجديد"، إن ابنها كان أسيراً وجريحاً وثم شهيداً، وإنه تحدث لها أكثر من مرة عن الشهادة، قائلاً: "أنا جريح وأسير، وبقي أمامي شيء واحد هو الشهادة".

وأكدت والدة الشهيد أن ابنها منذ كان في الخامسة عشرة من عمره أصيب برجله بخمس رصاصات أدت إلى شلل بها، واعتُقل لعدة أشهر قبل أن يفرج عنه.

بدوره، قال والد الشهيد عماد حسنين لـ"العربي الجديد"، إن ابنه أصيب ثلاث مرات في حياته، كانت إحداها صعبة بخمس طلقات متفجرة، أدت إلى عجز بنسبة 80 بالمائة برجله، حتى إنه لا يستطيع قيادة المركبة برجله، ولذلك اشترت له العائلة مركبة يمكن التحكم بها باليدين.

وأكد حسنين أن ابنه لا يترك الأحداث دون الذهاب لمتابعتها من مركبته، لأنه لا يستطيع عمل أي شيء منذ أصيب عام 2019، ولا يمكن أن يشكل خطراً على أحد، واصفاً ابنه بالمحبوب صاحب الابتسامة الدائمة.

ولخص شادي عبد ربه في حديثه مع "العربي الجديد"، حياة قريبه الشهيد محمد حسنين، بأنه جمع كلّ مراحل النضال الفلسطيني حيث جُرح واعتُقل واستُشهد، لافتاً إلى أن حسنين شاب غزي، كان قد انتقل إلى الضفة الغربية مع عائلته، وهو طفل، لكنه حمل هموم القضية والوطن، وهبّ لنصرة جنين فجراً، كما تهبّ عادة جنين والضفة لنصرة غزة إثر كل عدوان.

وتابع عبد ربه: "رغم أنه من غزة، وقد يقول قائل إن من يخرج من غزة ربما يكون قد ملّ الحروب والمعارك، لكنه كان عكس ذلك تماماً، فقد خطط ورسم لحياته وسار على ذلك المخطط، وهو شاب بعمر 21 عاماً، ختم مراحل النضال الفلسطيني باستشهاده، وقد قال لوالده أكثر من مرة إنه يريد الشهادة".

ويبدو أن حادثة إصابة حسنين برصاص الاحتلال وهو في عمر 16 عاماً قد أثرت فيه، فقد شلت حركته، لكنها في المقابل أعطته دافعاً للنزول بشكل متواصل لكلّ ميدان لمواجهة الاحتلال، ولو بصوته وهتافاته، كما يقول عبد ربه.

وتعرّض حسنين للاعتقال رغم الإصابة، دون توفير علاج مناسب له، حيث يقول عبد ربه إن الاحتلال، بعد أن تأكد من أن رجله لن تشفى، أفرج عنه بعد أشهر، لكن دون إبلاغ أي من الصليب الأحمر أو الارتباط الفلسطيني أو العائلة، ووضعه على قارعة الطريق قرب حاجز بيت سيرا المقام غرب رام الله، ليتصل أحد الأهالي بوالده الذي نقله إلى المستشفى، وقد تكفلت السلطة الفلسطينية بعلاجه.

المساهمون