الفلسطينيون يشيعون جثامين ثلاثة شهداء في جنين ورام الله

رام الله

جهاد بركات

avata
جهاد بركات
مراسل
رام الله

سامر خويرة

سامر خويرة
21 يونيو 2023
+ الخط -

شيع الفلسطينيون ظهر اليوم الأربعاء، جثامين الشهداء الثلاثة، سديل نغنغية وناصر سنان في مدينة ومخيم جنين شماليّ الضفة الغربية، ومهدي بيادسة في مدينة رام الله وسط الضفة، الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

محمولة على أكتاف زميلاتها اللواتي كنّ يرتدين زي المدرسة، ووسط حضور شعبي حاشد، شيعت مدينة ومخيم جنين، اليوم، جثمان الشهيدة الطفلة سديل غسان نغنغية (15 عاماً) التي أُعلن استشهادها صباحاً، متأثرة بجراحها الخطرة التي أُصيبت بها أول أمس الاثنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين.

ومع وصول مسيرة التشييع التي انطلقت من مسجد المخيم إلى بوابة مدرسة وكالة الغوث للإناث، تسابقت الطالبات إلى حمل الجثمان، ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، ووضع فوقه "مريول" الشهيدة الذي كانت ترتديه خلال ذهابها إلى المدرسة.

وانهمرت دموع عشرات الطالبات خلال التشييع، قبل أن يتقدم شبان مقاومون لإعادة حمل الجثمان ومواصلة الطريق نحو مقبرة المخيم.

وقال والد الشهيدة لـ"العربي الجديد"، إن ابنته أصيبت برصاصة في رأسها أطلقها عليها قناص إسرائيلي خلال وجودها في باحة منزلها في المخيم، ما أدى إلى تفتت الجمجمة وحدوث نزف، وبقيت في غرفة العناية المركزة في مستشفى جنين الحكومي حتى فارقت الحياة.

وأشار الأب إلى أن ابنته كانت تعمل متطوعة مع الإسعاف الفلسطيني، وتقدم المساعدة والدعم للمصابين، خلال الاقتحامات الدائمة التي كان الاحتلال يشنها في المدينة والمخيم.

وتساءل الأب المكلوم عن الخطر الذي شكلته الشهيدة الطفلة على جنود الاحتلال حتى تُقتَل بهذه الطريقة البشعة، وقال: "قتلوا أحلامها بأن تصبح طبيبة أو مسعفة".

وكان مئات المواطنين قد انطلقوا في جنازة مشتركة للشهيدة نغنغية والشهيد ناصر صالح سنان (55 عاماً)، من مستشفى جنين الحكومي صوب المدينة، مرددين الهتافات المنددة بالاحتلال وجرائمه المستمرة، ومطالبين المقاومة بمواصلة عملياتها، رداً على تلك الجرائم.

وتوجه موكب التشييع نحو منزلي الشهيدين، حيث ألقت عائلاتهما نظرة الوداع الأخيرة على جثمانيهما، ومن ثم نُقلا إلى المسجدين الكبيرين في المدينة والمخيم، وأُدِّيَت صلاة الجنازة عليهما قبل مواراتهما الثرى في مقبرة المخيم والمقبرة الغربية لجنين.

وقال متحدثون خلال مراسم دفن الطفلة نغنغية، إن مخيم جنين لن يرفع الراية البيضاء، بل سيواصل تحديه لأعتى آلة عسكرية. وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعملية تصفية وإعدام، "وسط صمت مطبق".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت مساء أمس استشهاد سنان، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الرأس في 22 أيار/ مايو الماضي، خلال اقتحام مدينة جنين، ونقل إلى مستشفى ابن سينا في المدينة، وخضع لعدة عمليات جراحية، في محاولة لإنقاذ حياته، إلى أن أُعلن استشهاده، متأثراً بإصابته الحرجة.

وعقب ذلك، احتشد مئات المواطنين في باحات المستشفى، وشاركوا في تشييع جثمان الشهيد سنان، حيث حُمل على الأكتاف في شوارع المدينة، قبل الوصول به إلى مستشفى جنين الحكومي ووضعه في الثلاجات، ليُشيَّع اليوم، علماً بأن سنان متزوج ولديه 6 أبناء.

ويوم أول أمس الاثنين، استُشهد ستة فلسطينيين، بينهم طفل، وأُصيب العشرات في اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في أثناء اقتحامها مخيم جنين، أدت أيضاً إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين، وإعطاب عدة آليات عسكرية.

وفي مدينة رام الله، شيع عشرات الفلسطينيين جثمان الشهيد مهدي سمير بيادسة (29 عاماً) إلى مثواه الأخير في مقبرة البيرة الجديدة في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بعد 12 يوماً على احتجاز سلطات الاحتلال لجثمانه، حيث أعدمته قوات الاحتلال بالرصاص على حاجز عسكري قرب قرية رنتيس غرب رام الله في التاسع من الشهر الجاري.

وانطلق الموكب الجنائزي من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وصولاً إلى منزل الشهيد وسط المدينة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع، ثم نقل إلى مسجد العين في البيرة للصلاة عليه قبل مواراته الثرى.

ورافقت منال ناطور جثمان ابنها في مركبة الإسعاف من المشفى حتى وصل إلى منزلها وسط رام الله، لتودعه هناك عائلته في مشهد امتد لقرابة الساعة، حيث فتحت والدته المصحف وقرأت له القرآن، ثم دعت له وسط حضور عدد من ذويه.

وقالت ناطور لـ"العربي الجديد"، إن العائلة لم تعلم عن ظروف استشهاده الكثير، وعلمت من المعارف بذلك، واستبعدت في البداية، لكنها تأكدت لاحقاً، مشيرة إلى أن روايات كثيرة أُشيعت عن حادثة استشهاده، مثل ادعاء محاولته طعن على الحاجز، أو أنه ترجل من المركبة وذهب باتجاه أحد جنود الاحتلال.

وتحدثت ناطور عن حياة ابنها الذي عاش يتيماً منذ كان بعمر 10 أعوام، وعاش معها في رام الله، حيث انتقلت العائلة من مخيم الفارعة في طوباس بعد وفاة والده، قائلة إنه كان "مرضياً"، وإنها كانت تتمنى أن تزوجه، وتحدثت له في ذلك قبل أسابيع من استشهاده بعد خطوبة شقيقته، لكنه طلب منها تأجيل ذلك.

وروت جدته رحمة حماد لـ"العربي الجديد" رحلة ابنتها في تربية بيادسة، وهو في عمر 10 أعوام حتى استشهد، حيث بدأت رحلة التعليم من جديد بعد وفاة زوجها، وحصلت على شهادة جامعية، وعملت ممرضة لكي تتولى تكاليف تعليمه.

وتابعت الجدة: "ليس كل شخص يمكن أن ينال الشهادة. لن تنال ابنتي ما نالته بشهادة ابنها، فتعبها أثمر في الأرض والسماء".

وكان جيش الاحتلال قد ادعى أن جندياً أطلق النار على فلسطيني بعد عراك نشب بينهما، عندما أُوقِفَت مركبة على الحاجز، وزعم الاحتلال أن الشهيد بيادسة طعن الجندي، وحاول الاستيلاء على سلاحه بعد محاولة إخضاعه للتفتيش. واحتجزت سلطات الاحتلال جثمان بيادسة على مدار 12 يوماً، وسلّمت جثمانه لذويه مساء أمس الثلاثاء.

يُذكر أنّ أكثر من 180 فلسطينياً استشهدوا منذ بداية العام الجاري، برصاص وصواريخ واعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، والداخل الفلسطيني المحتل.

ذات صلة

الصورة
رفع العلم الفلسطيني في برلمان سلوفينيا عقب الاعتراف بدولة فلسطين 4/6/2024 (داركو بانديتش/أسوشييتد برس)

سياسة

وافق برلمان سلوفينيا الثلاثاء على قرار الحكومة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وذلك بعد تبني كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج الخطوة ذاتها
الصورة
تظاهرة تضامنية مع غزة في باريس 1 يونيو 2024 (محمد عبدالقوي/العربي الجديد)

سياسة

خرج آلاف المتظاهرين في شوارع باريس، اليوم، في مسيرة حاشدة تضامناً مع غزة وللتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية
الصورة
ليلي غرينبيرغ كول أول يهودية تستقيل من إدارة بايدن  (محمد البديوي / العربي الجديد)

سياسة

قالت ليلي غرينبيرغ كول التي قدّمت استقالتها من إدارة بايدن، لـ"العربي الجديد"، إن إدارتها لا ترغب بالاستماع لمن يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة.
الصورة
إحراق محلات تجارية في رام الله، في 30 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

بدّد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينتي رام الله والبيرة المتلاصقتين، فجر الخميس، آمال العشرات من التجار الفلسطينيين الذين أنهوا قبل أيام تجهيز محالهم

المساهمون