المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية

المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية

24 ديسمبر 2020
قوات الاحتلال اعتقلت 3 مواطنين فجر اليوم والليلة الماضية (الأناضول)
+ الخط -

تصاعدت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث استهدفوا الفلسطينيين ومركباتهم ومنازلهم بالحجارة، إضافة إلى التعدي على مزروعاتهم وأراضيهم ومقدساتهم، كان آخرها اليوم الخميس، والليلة الماضية، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال اليوم، طاولت 3 فلسطينيين من الضفة.

وهاجم مستوطنون، الليلة الماضية، مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب بلدة اللبن الشرقية جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى تضرر بعض المركبات، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، في تصريح له.

وأفاد دغلس بأن المستوطنين هاجموا الليلة الماضية، أيضاً منازل الفلسطينيين في بلدة جالود جنوب نابلس، وعملوا على تكسير سيارتين، وحاولوا اقتحام عدة منازل، وتعرضت امرأة لحالة إغماء، فنُقِلَت إلى المستشفى، خلال محاولة المستوطنين اقتحام منزلها، قبل أن يلاحقهم الأهالي.

في سياق آخر، اقتلع مستوطنون اليوم الخميس، نحو 35 شجرة زيتون وسرقوها في منطقة تواني شرق يطا بالقرب من مستوطنة "ماعون" المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب الخليل جنوبيّ الضفة الغربية، وفق ما أفاد به منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة الغربية راتب الجبور، في تصريح صحافي.

في غضون ذلك، واصل المستوطنون، اليوم الخميس، اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حيث اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة.

واصل المستوطنون، اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال

 

من جانب آخر، كانت جرافات المستوطنين قد شرعت، أمس الأربعاء، بتجريف مساحات من أراضي بلدة عورتا جنوب نابلس، في منطقتي الخربة وخلة مونس من أراضي عورتا، بهدف أعمال توسعة لمستوطنة "ايتمار" المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس.

إلى ذلك، اعتقلت وحدات خاصة إسرائيلية "مستعربون"، اليوم، الشاب محمد مروح قبها من قرية طوره جنوب غرب جنين، ونكلت بأفراد أسرته، حيث كان أفراد القوة متخفين بمركبات، واعتقلته القوة بعد مداهمة منزله والعبث بمحتوياته واعتدت عليه وعلى نجله الطفل مجاهد ووالده المسن بالضرب المبرح وعاثوا فساداً وخراباً بمحتويات المنزل.

وفي سياق الاعتقالات، قال نادي الأسير الفلسطيني، "إن قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية، وفجر اليوم الخميس، ثلاثة مواطنين من نابلس والخليل، بينهم الأسير السابق طارق عدنان سمحان من نابلس، الذي أمضى في سجون الاحتلال 13 عاماً، وأُفرج عنه قبل عام ونصف، كذلك اعتُقِل مواطنان من الخليل، هما فؤاد الأطرش، وهو والد الشهيد أنس الأطرش، وعمر عبد الرؤوف أبو سنينة".

في سياق منفصل، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي وصلت إلى "العربي الجديد"، نسخة منه، اليوم الخميس، "إن الأسير جمال إبراهيم عمرو (49 عاماً) من الخليل، يعاني تدهوراً في وضعه الصحي وبشكلٍ متسارع، حيث أشارت تقارير طبية أولية إلى احتمالية إصابته بورم سرطاني في الكبد والكلى".

وأوضح نادي الأسير، أن الأسير عمرو المعتقل منذ عام 2004م، عانى على مدار سنوات اعتقاله من مشاكل صحية، وخضع لعملية جراحية في المعدة، وبدأ وضعه الصحي أخيراً يتفاقم بشكلٍ ملحوظ، مع استمرار إدارة سجون الاحتلال بالمماطلة في متابعة وضعه الصحي وتقديم العلاج اللازم له.

وأكد نادي الأسير أن الظروف الاعتقالية، إضافة إلى جملة السياسات التنكيلية الممنهجة، ومنها سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، ولا سيما المماطلة في تشخيص المرض وتقديم العلاج، سبّبت للمئات من الأسرى أمراضاً خطيرة ومزمنة، حيث تصاعدت خلال السنوات القليلة الماضية، ومنها ظهور أورام سرطانية لدى عدد من الأسرى.

وطالبت عائلة الأسير عمرو المحكوم بالسّجن المؤبد، جهات الاختصاص كافة، بالتحرك جدياً من أجل الضغط على إدارة سجون الاحتلال، لتوفير العلاج اللازم والضروري له، وبشكلٍ عاجل لإنقاذ حياته قبل فوات الأوان، علماً أنه متزوج وله ثلاثة أبناء.

قرابة 700 أسير في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة

 

يُشار إلى أن قرابة 700 أسير في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة، منهم نحو 300 أسير يعانون من أمراض مزمنة، وبحاجة إلى متابعة صحية حثيثة، وأكثر من عشرة أسرى يعانون من السرطان بدرجات متفاوتة.

ومن الجدير ذكره أن العشرات من الأسرى ارتقوا شهداء في سجون الاحتلال، نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، التي تعتبر حلقة في مسار جملة السياسات التي أدت إلى قتل أسرى، حيث وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (226) منذ عام 1967م.

قسم خاص للتنكيل بالأسيرات المعتقلات حديثاً

وفي سياق الحديث عن الأسرى، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، اليوم الخميس، "إن الأسيرات اللواتي يعتقلن حديثاً وينقلن إلى قسم خاص في سجن هشارون أشبه بالعزل يسمى (المعبار)، ويُحتجزن فيه لأيام وأحياناً لأسابيع، بات قسماً خاصاً للتنكيل بالأسيرات المعتقلات حديثاً".

ونقلت الهيئة إفادة الأسيرات، حيث إنهن يعشن ظروفاً مأساوية وقاسية في ذلك القسم قبل نقلهن إلى سجن الدامون، حيث "تحتجز بغرف عفنة مليئة بكاميرات المراقبة، ومراحيضها بالية تتدفق منها المياه العادمة إلى الغرف، ذات الأبراش (الأسرة) الحديدية وعليها فرشات جلدية قذرة ورقيقة جداً تسبب أوجاعاً في الظهر والرقبة وكل أنحاء الجسد".

كذلك اشتكت الأسيرات من سوء المعاملة وسوء الطعام المقدم نوعاً وكمّاً، إضافة إلى وجود سجناء جنائيين إسرائيليين في أقسام مجاورة يصرخون ويشتمون طوال الوقت ويشكلون مصدر إزعاج مستمر للأسيرات على مدار الساعة.

واشتكت الأسيرات من مأساوية سيارة البوسطة (عربة النقل بين السجون والمحاكم)، إذ يُحتجزن فيها داخل أقفاص حديدية مغلقة وباردة لساعات طويلة، وربما لأيام، يُحرمن النوم وتناول الطعام أو قضاء الحاجة، وفق بيان الهيئة.

المساهمون